recent
آخر المواضيع

نتائج الانتقاء لمباريات التعليم .. تفوق العنصر النسوي يثير جدلا بالمغرب

educa24maroc
الصفحة الرئيسية

ينبعث من جديد نقاش “تفوق العنصر النسوي” في مباريات التعليم، إذا كشفت نتائج الانتقاء لاجتياز الامتحان الكتابي مؤخرا تجدد هذه الظاهرة.

ورافقت هذا النقاش ملاحظات متباينة بين المهتمين بالشأن التعليمي المغربي، خاصة تلك المتعلقة بالتحديات التي تنتظر نساء التعليم بعد توظيفهن في المجال القروي.

وقال فيصل العرباوي، عضو “التنسيقية الوطنية للأساتذة ضحايا تجميد الترقية”، إنه “يُلاحظ اليوم ارتفاع نسب نجاح الإناث مقارنة بالذكور في الامتحانات الإشهادية، وهو معطى واقعي وإيجابي وإن لم يكن مبنياً على أساس علمي دقيق”.

وأضاف العرباوي لهسبريس أن “هذا التفوق النسائي قد يعكس توجهاً رسميا يرتبط بطبيعة مهنة التدريس، وبمقاربات تُبرز تمثلات معينة مرتبطة بالنوع، خصوصاً ما يتعلق بالنظرة النمطية للمرأة ودورها داخل المنظومة التعليمية”، وتابع: “رغم إيجابية هذه النتائج من حيث مبدأ تكافؤ الفرص فإن اعتمادها كمرجع لتوجهات حكومية أو وزارية محتملة يظل أمراً غير واضح المعالم؛ فتأنيث قطاع التعليم يحمل في طياته جوانب إيجابية، وقد كن العنصر الحاسم في قيادة الحراك التعليمي، لكنه في الوقت نفسه يطرح تحديات قد تتضح آثارها المستقبلية إذا كانت مجرد انعكاس لسياسات غير معلنة”.

ومن أبرز الإشكالات المحتملة المرتبطة بتزايد نسبة المدرسات، وفق المتحدث ذاته، “صعوبة الولوج إلى العالم القروي، إذ مازالت العديد من المناطق الريفية محافظة، ما يجعل التحاق الأستاذات بها تحدياً كبيراً، في حين يكون هذا الولوج أيسر بالنسبة للذكور. كما أن وتيرة اندماج النساء في تلك المناطق تبقى أبطأ لأسباب اجتماعية وثقافية معروفة”، وزاد: “هذا الوضع قد يؤدي لاحقاً إلى مشاكل في حركية الموارد البشرية وتغطية الأقسام بالمؤسسات التعليمية داخل المناطق الوعرة أو النائية؛ وبالتالي فإن المضي في تأنيث القطاع دون رؤية استشرافية واضحة قد يؤثر على التوازن المطلوب لضمان استقرار المنظومة التعليمية وجودة خدماتها”.

وختم عضو “التنسيقية الوطنية للأساتذة ضحايا تجميد الترقية” قائلا: “المرأة شريك أساسي للرجل في خدمة المدرسة المغربية، لكن الظروف الموضوعية للعمل، خصوصاً في الأرياف، تجعل من الضروري مراعاة الواقع الاجتماعي عند توزيع الأطر. ولا ينقص هذا من قيمة المرأة أو قدراتها، بل يسلّط الضوء فقط على خصوصيات مهنية تتطلب تخطيطاً متوازناً يضمن نجاعة التعليم وجودته”.

من جهتها قالت سارة الزبير، عضو التنسيقية الوطنية لأساتذة اللغة الأمازيغية، إنه في ما يخص الأداء الأكاديمي يُلاحظ أن التفاوت بين الإناث والذكور يظهر بشكل متباين بحسب الأقسام والمجالات.

وأضافت الزبير لهسبريس أن “هناك أماكن تتفوق فيها الإناث على الذكور، وأخرى يكون فيها الذكور أكثر اجتهاداً ونجاحاً، ما يعكس اختلاف طبيعة الدراسة والبيئة التعليمية”، مشيرة إلى أنه “رغم بعض الآراء التي تربط أداء العنصر النسوي بأهداف سياسية أو بمسائل الانضباط فإن الواقع العملي يُظهر أن الأستاذات يبدين مجهوداً واضحاً داخل المؤسسات التعليمية، ويشاركن بفاعلية في التنسيقيات والأنشطة الاحتجاجية أو الإصلاحية”.

وزادت المتحدثة ذاتها: “ويعكس هذا الانخراط أن نجاح الإناث لا يرتبط فقط بالمكانة الاجتماعية أو الضغوط السياسية، بل هو نتاج التزام ومثابرة حقيقية؛ فالعديد من الأستاذات يحققن نتائج متميزة في الامتحانات والمباريات المهنية”.

وأردفت الفاعلة التربوية ذاتها بأن “التفاوت في النتائج بين الجنسين يظل مرتبطاً بطبيعة المهنة والمجال الدراسي، فهناك مجالات تليق أكثر بالإناث وأخرى يهيمن عليها الذكور، ما يفسر التباين في نسب النجاح وفق السياق والمؤسسة”، مشددة على أن “الواقع التعليمي يظهر أن الأداء النسوي في المؤسسات المغربية متميز ويستحق الاعتراف، وأن أي تحليل لنتائج الامتحانات يجب أن يأخذ بعين الاعتبار طبيعة المجال، والجهود المبذولة، والبيئة التعليمية الخاصة بكل قسم”.


 

google-playkhamsatmostaqltradent