تمثل شهادة البكالوريا، لحظة حاسمة في حياة كل تلميذ، فهي ليست فقط نهاية مرحلة دراسية طويلة، بل أيضا بداية طريق جديد يحمل بين طياته العديد من التحديات والاختيارات المصيرية.
وبين مشاعر الفرح بالنجاح والقلق من القادم، يجد التلميذ نفسه واقفا على مفترق طرق، تتداخل فيه الأحلام مع الواقع والطموحات مع المخاوف ما بعد البكالوريا.
في هذا السياق تقول الأخصائية النفسية، شادية الوزاني، بأن التلميذ وبعد اجتياز الباكالوريا، يواجه أسئلة حاسمة، من قبيل ماذا بعد؟ هل أتابع دراستي الجامعية؟ وفي أي تخصص؟ هل أختار ما أحبه أم ما يضمن لي وظيفة في المستقبل؟ هذه الأسئلة تولد توترا كبيرا، خاصة في ظل محدودية المقاعد في بعض التخصصات .
الوزاني وفي تصريح لـنا ، ترى بأن غياب التوجيه الكافي أحيانا، بالإضافة إلى ضغط الأسرة والمجتمع قد يدفع التلميذ، نحو اختيارات لا تعكس ميوله الحقيقية، كما تجعله يتخبط وسط قلقه وتوتره .
وأكدت الأخصائية، على أن الخوف من المجهول يتعاظم حين يفتقر التلميذ للمعلومة الدقيقة حول آفاق كل شعبة أو تكوين، أو حين يرى تجارب خريجين سابقين يكافحون في سوق العمل رغم تفوقهم الأكاديمي، وهو مايلعب على نفسيته ويصيبه بالخوف من المجهول .
وأشارت المتحدثة، إلى أن كل ذلك يزرع الشكوك ويجعل بعض التلاميذ يشعرون بأنهم يلقون في بحر دون معرفة السباحة ، مضيفة أنه وفي خضم هذا القلق، تظل هذه المرحلة فرصة ذهبية لصناعة مستقبل مشرق ، معتبرة أن العالم اليوم يزخر بفرص متعددة، والنجاح لم يعد مرهونا بتخصص بعينه، بل بالمهارات لذلك يجب على الأسرة مساندة أبنائها ومحاولة اخراجهم من تلك الدوامة .
وخلصت الأخصائية، إلى أنه لا يمكن إغفال دور الأسرة والمدرسة في هذه المرحلة الحساسة، فالتلميذ يحتاج إلى توجيه بناء ودعم نفسي كبير، مبني على الإنصات والتفهم، لا على الإملاء والضغط .