تفاعلت مديرية وزارة التربية الوطنية بالجديدة مع أسئلة برلمانية كتابية إلى الوزير الوصي على القطاع، التمست تعديل البرمجة الحالية لامتحان السادس ابتدائي، بشكل يراعي خصوصيات التمدرس بالمناطق النائية والصعبة، ومن بينها أن عددا كبيرا من التلاميذ، يجدون أنفسهم مضطرين إلى قطع مسافة طويلة للوصول إلى مركز الامتحان بالمركزية المدرسية، ولا يرجعون إلى مساكنهم إلا بعد انتهاء الامتحان خلال الفترة المسائية.
وبناء على الملتمسات البرلمانية حول هذا الموضوع التي أثارت جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما فيسبوك ، قررت مديرية التعليم بالجديدة، ضمن مراسلة إلى مفتشي ومفتشات التعليم الابتدائي، ومديري ومديرات المؤسسات الابتدائية، إجراء الامتحان سالف الذكر خلال يوم واحد فقط، عوض مدة يومين التي كان معمولا بها في السابق، وهو الإجراء الذي لاقى استحسانا كبيرا من طرف متابعين للشأن التعليمي، الذين أعربوا عن أملهم في أن تلتحق المديريات الأخرى بهذا الاجتهاد الإداري الذي يصب في مصلحة الأطفال المتمدرسين بالعام القوري وذويهم.
وحملت إحدى الرسائل الكتابية في هذا الإطار إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، توقيع خالد السطي، المستشار البرلماني عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أعرب من خلالها عن أسفه الشديد من كون البرمجة الزمنية الحالية للامتحانات الإشهادية، وخاصة بالنسبة للمستوى السادس ابتدائي، تثير العديد من علامات الاستفهام حول مدى ملاءمتها للواقع النفسي والبدني للأطفال .
وأوضح السطي هذا المعطى، ضمن سؤال كتابي إلى الوزير محمد سعد برادة، قائلا، فقد تم برمجة مادة أولى من الساعة الثامنة والنصف إلى العاشرة صباحا، ثم يترك التلاميذ في حالة انتظار طويلة، تمتد في بعض الحالات لخمس ساعات أو أكثر، في ظروف مناخية حارة خاصة في الوسط القروي، حيث يقطع التلاميذ مسافات طويلة للوصول إلى مركز الامتحان في إطار تجميع عدد من الوحدات في مركز واحد ودون توفير الحد الأدنى من شروط الراحة، لاجتياز مادة ثانية بعد الزوال (من الثالثة إلى الرابعة والنصف)، ثم يطلب منهم العودة صباح اليوم الموالي لاجتياز مادة الرياضيات من جديد على الساعة الثامنة والنصف صباحا ، وفق تعبيره.
وتابع القيادي النقابي، متسائلا: فهل يعقل أن يعامل تلاميذ في هذه السن الصغيرة بهذه الصرامة الزمنية؟ وألا يعد ذلك نوعا من الضغط غير التربوي الذي قد يؤثر سلبا على نفسيتهم وأدائهم؟ ثم هل تم أخذ بعد المسافة وظروف التنقل بعين الاعتبار عند إعداد هذا الجدول .
وتوجه المستشار سالف الذكر بسؤال في الموضوع إلى الوزير الوصي، يتعلق بـ التدابير التي تعتزمون اتخاذها لمراجعة برمجة الامتحانات الإشهادية، وجعلها أكثر مراعاة للجانب التربوي والإنساني لفئة عمرية حساسة، تتطلب شروطا خاصة للتعليم والتقييم .
وكثيرة هي المرات التي وجدت فيها وزارة التربية الوطنية نفسها محط انتقادات شديدة اللهجة من طرف فاعلين تربويين ومهتمين بالشأن التعليمي، وذلك راجع إلى أن العديد من قراراتها وإجراءاتها لا تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المناطق النائية والصعبة، وهذا يؤكد، بحسب هؤلاء، على أن مدبري الشأن التعليمي على الصعيد المركزي، ليسوا على دراية كافية بالفروقات الشاسعة بين مدن المركز والهامش على مستويات عدة، والحل يكمن في استشارة العاملين بتلك المناطق، من أساتذة وأطر الإدارة التربوية والتأطير والتوجيه من أجل التفكير الجماعي في كيفية تكييف قرارات الوزارة، لتفادي أي إحساس لدى المواطن هناك بالإقصاء والتهميش.