recent
آخر المواضيع

رأي خاص: "الإعلام المغربي" يتعاطى بسطحية مخجلة مع نتائج الباكالوريا




يتعاطى "الإعلام المغربي" بسطحية مخجلة مع نتائج الباكالوريا، تكاد تتكرر كل نهاية موسم دراسي، بحيث يمنح الميكروفون للمتفوق أو المتفوقة، ليقول كل منهما الكلام نفسه الذي قيل من قبل. ويتوقف الأمر، بعد ايام، حين يظهر شيء مثير، وينسى الناس كل ما سبق.

والحال أن الإعلام هو الإبداع، وليس الاتباع والتكرار. فعدا المبادئ العامة المؤطرة للجنس الإخباري، في تنوعه، يبقى المحرك الأساس لكل عمل مهني، وعامل الجذب فيه، هو زاوية المعالجة، وطبيعة الخفايا التي يكفشها، وإشباعه لفضول المتلقي، بما يقدمه من معطيات جديدة ومثيرة؛ وهل المعلومة، التي هي الخبر، غلا معلومة جديدة ومثيرة؟

يفترض أن هؤلاء المتفوقين، وهم قلة قليلة جدا، مع الأسف الشديد، في نظام تعليمي بائس، ينتج الكثير من الأعطاب النفسية والتعلمية، بإقرار من المعنيين بتدبيره، لهم قصص خاصة للغاية، يتمنى كل الناس أن يعرفوها، دون أن يقدمها لهم الإعلام أبدا.

تشبه صورة الإعلام في هذا الباب تلك الجملة الشهيرة التي كنا نسمعها في الراديو أيام زمان:"عند الإشارة تكون الساعة، السابعة صباحا ...."، ونبقى على نهمنا، ننتظر شيئا ما، في لحظة صمت عابرة، وكأن القائل سيضيف شيئا غير ما قاله، دون أن ينبس بكلمة، ودون أن نكف نحن عن الانتظار.

وهي الصورة نفسها التي تتكرر، كل شتاء، في التلفزيون، بحيث يهرب فريق ما إلى مدينة إيفران، ليمنح الميكروفون إلى أوائل الزائرين، ليقولوا الكلام نفسه الذي صار يشبه "محفوظات ضرورية"، وهم يرددون:"جينا من ... باش نشوفو الثلج.. عجبنا هذا الجو.. زوينة الدنيا"، ثم يقول الإعلامي:"لا يها من كسوة بيضاء جميلة"، بينما يعاني الناس في المدينة، وأطرافها، ويلات البرد القارس، في غياب حطب التدفئة.

يحتاج إعلامنا إلى إبداع، مثلما يحتاج إلى موارد بشرية، ولوجستيك، وأيضا إلى جرأة في التناول. ففي حالة الباكالوريا لا يمكن أن تغطي نتائج لقلة قليلة للغاية عن نتائج الأغلبية التي تنتج لنا كل سنة طابورا من الطلبة يحتاجون إلى تكوينات أخرى، كي يصبحوا مؤهلين لدخول سوق العمل، فأحرى أن يدخلوا سوق الفكر والعلم.

أخيرا. هل تعرفون بأن الإعلام المصري قدم خدمة كبيرة جدا لنادي الوداد الرياضي الذي يشارك في أول نسخة من كأس العالم للأندية بصيغتها الجديدة في أمريكا؟

نعم يا سادة. لأن الإعلام المغربي، الذي كان يعلم بالبطولة منذ زمن بعيد، غائب في يوم العرس. أول لنقل بائس في يوم الفرح الكبير. فكيف يبدع من ليس له القدرة أصلا على أن يكون موجودا؟

هذه صورة مصغرة، أو هي صورة من الصور التي عليها إعلامنا. ليتها تتغير.


google-playkhamsatmostaqltradent