يُعد إصلاح المنظومة التعليمية في المغرب من أعقد الملفات التي رافقت الدولة منذ الاستقلال. ورغم تعاقب المشاريع الإصلاحية، يبقى السؤال قائمًا: لماذا لم يتحقق التحول المنشود بعد؟
لقد عرف التعليم المغربي مراحل متعددة من الإصلاح:
من الميثاق الوطني للتربية والتكوين (2000) إلى الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، وصولاً إلى خارطة الطريق 2022-2026. هذه المشاريع تشترك في أهداف كبرى مثل الإنصاف، والجودة، وتكافؤ الفرص. لكن الميدان لا يزال يعاني من مشاكل مزمنة: اكتظاظ الأقسام، ضعف التحصيل الدراسي، نقص التجهيزات، وتراجع صورة المدرسة العمومية.
يرى المختصون أن الخلل لا يكمن في غياب الرؤى، بل في ضعف التنزيل الميداني وغياب الاستمرارية بين البرامج.
كما أن المدرس — باعتباره فاعلاً أساسياً — لم يُشرك بشكل كافٍ في صياغة الإصلاحات أو تقييمها، ما جعلها في كثير من الأحيان قرارات فوقية لا تنبع من حاجات الصف.
الإصلاح الحقيقي يجب أن يكون تشاركيًا، يُراعي الواقع الاجتماعي والاقتصادي، ويعتمد على تقييم دوري شفاف للنتائج.
كما أن الرفع من جودة التكوين الأساس والمستمر للأساتذة، وتوفير ظروف عمل مشجعة، سيظل الركيزة الأولى لإنجاح أي إصلاح.
✳️ خلاصة: إصلاح التعليم في المغرب ليس مشروعًا حكوميًا مرحليًا، بل قضية وطنية مستمرة تحتاج إلى رؤية بعيدة المدى وإرادة سياسية صلبة تجعل من المدرسة رافعة للتنمية.
)%20-%202025-11-09T184844.967.png)