فوجئ آلاف الطلبة المغاربة الذين درسوا في قبرص الشمالية، من عدم اعتراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بشواهدهم الجامعية والعلمية.
والغريب في الموضوع، أن وزارة التعليم العالي كانت سببا في سفر هؤلاء الطلبة إلى قبرص، من خلال تأكيدها الاعتراف بالديبلومات من خلال قسم معادلة الشواهد، لكنها اليوم تحاول التهرب ورمي الكرة إلى وزارة الخارجية، التي لا علاقة لها بالتعليم العالي.
وقد وجد هؤلاء الطلبة الذين سافروا من أجل التحصيل العلمي والأكاديمي، أنفسهم معلقين بين وزارتين تتهربان من المسؤولية وتنهجان بيروقراطية بلا نهاية.
فقد اتخذت وزارة التعليم قرارها بعدم الاعتراف فجأة بشواهد قبرص، بشكل عشوائي لا يحترم الدستور، وبدون أن يتم إصدار بيان رسمي أو بلاغ أو قرار مكتوب، أو حتى تدوينة في حسابها على الفايسبوك ، لتوضيح السبب الرئيسي وراء هذا القرار المفاجئ.
وبالرغم من زيارة أولياء أمور الطلبة الوزارة من أجل معرفة السبب، وعدهم وزير التعليم العالي عز الدين الميداوي، بحل المشكل مع الدخول الجامعي الحالي، إلا أن وعده لا زال دون تنفيذ إلى اليوم.
والمثير أن مسؤولي وزارة التعليم العالي، أخبروا آباء الطلبة بأن وزارة الخارجية هي من طلبت وقف الاعتراف بشواهد قبرص وكأن مستقبل آلاف الطلبة الذين قضوا سنوات هناك وعادوا بشواهدهم، رهين بعقلية المسؤولين.. لذلك يتساءل العديد من آباء الطلبة: كيف يعقل أن الوزارة كانت تعترف بالدراسة في قبرص، وبشهاداتها في الجريدة الرسمية، ثم أصبحت لا تعترف بها.. فهل يعقل أن تتحول الاعترافات بالشواهد إلى أوراق منزوعة المفعول بقرار إداري عابر ؟
ويبقى مصير أكثر من ثلاثة آلاف من الطلبة بين وزارة لا تعلن وأخرى لا تبرر، ينتظرون من يعترف لهم بدبلوماتهم من قبرص.