recent
آخر المواضيع

المقاربة بالكفايات والتدريس بالأهداف: مقارنة تحليلية

 


مقدمة

عرف الميدان التربوي في المغرب تحولات عميقة خلال العقود الأخيرة، من أبرزها الانتقال من مقاربة التدريس بالأهداف إلى مقاربة التدريس بالكفايات. هذا التحول لم يكن مجرد تغيير في المصطلحات، بل جاء استجابة لحاجات المجتمع المتطور الذي يتطلب متعلمين قادرين على حل المشكلات والتفكير النقدي، وليس فقط حفظ المعارف واسترجاعها.

في هذا المقال، سنسلط الضوء على الفرق بين المقاربتين من حيث الفلسفة، الأهداف، الأدوار، والتقويم.

---

أولًا: التدريس بالأهداف

التدريس بالأهداف هو مقاربة ظهرت في سبعينيات القرن الماضي، وتهدف إلى تحديد النتائج التعليمية مسبقًا في شكل أهداف سلوكية قابلة للملاحظة والقياس.

يركز هذا النموذج على ما ينبغي أن يتعلمه المتعلم في نهاية الدرس، ويعتمد على تجزئة التعلمات إلى خطوات صغيرة يمكن التحقق من اكتسابها بسهولة.

مميزات التدريس بالأهداف

وضوح الأهداف وسهولة قياسها.

تسهيل عملية التخطيط والتقويم.

تركيز المدرس على نتائج محددة مسبقًا.

سلبياته

تجزيء التعلم وفصله عن الواقع.

تهميش الجانب الوجداني والإبداعي.

تركيز العملية على المدرس بدل المتعلم.

---

ثانيًا: المقاربة بالكفايات

جاءت المقاربة بالكفايات كرد فعل على محدودية مقاربة الأهداف، إذ تهتم بما يستطيع المتعلم توظيفه فعليًا من معارف ومهارات في وضعيات حقيقية.

فالكفاية ليست هدفًا بسيطًا، بل قدرة مركبة على تعبئة موارد مختلفة لمواجهة وضعيات معقدة ذات معنى.


مميزات المقاربة بالكفايات

تركيزها على التعلم الفعّال والتطبيقي.

اعتبار المتعلم محور العملية التعليمية.

اعتمادها على الوضعيات المشكلة لتنمية التفكير والتحليل.

الاهتمام بدمج التعلمات وتعبئة الموارد.


سلبياتها (عند التطبيق الخاطئ)

صعوبة قياس الكفايات بدقة.

حاجة المدرس إلى تكوين ديداكتيكي متطور.

ضرورة إعادة صياغة المناهج لتتلاءم مع هذا النموذج.

---

ثالثًا: مقارنة بين المقاربتين

الجانب التدريس بالأهداف المقاربة بالكفايات

المنطلق هدف سلوكي قابل للقياس وضعية مشكلة حقيقية

دور المتعلم متلقٍ للمعارف فاعل ومبادر في بناء التعلمات

دور المدرس ملقّن وموجّه مسهّل ومصاحب للتعلم

طبيعة التعلم تجزيئي، ميكانيكي شمولي، وظيفي

التقويم يقيس النتائج فقط يقيس القدرات على التعبئة والتوظيف

الغاية اكتساب معارف محددة تنمية كفايات قابلة للتطبيق في الحياة

---

رابعًا: العلاقة بين المقاربتين

على الرغم من أن المقاربة بالكفايات جاءت لتجاوز نقائص مقاربة الأهداف، فإن العلاقة بينهما تكاملية وليست تعارضية.

فصياغة الكفايات تعتمد بدورها على تحديد أهداف جزئية تسهم في تحقيق الكفاية الكبرى.

بمعنى آخر، يمكن للمدرس أن يستفيد من وضوح الأهداف داخل رؤية شمولية بالكفايات.

---

خاتمة

إن المقارنة بين المقاربتين تبرز بوضوح أن التحول نحو التعليم بالكفايات لم يكن مجرد اختيار بيداغوجي، بل ضرورة تربوية لمواكبة تحديات القرن الحادي والعشرين.

فبينما تركز مقاربة الأهداف على "ما يجب تعلمه"، تركز مقاربة الكفايات على "كيف نوظف ما تعلمناه" في مواقف الحياة.

ولذلك، فإن نجاح المدرسة الحديثة رهين بقدرتها على دمج بين الدقة في الأهداف وعمق الكفايات في آن واحد.

---

🔍 كلمات مفتاحية (لتحسين الظهور في محركات البحث)


التدريس بالأهداف، المقاربة بالكفايات، الفرق بين المقاربتين، البيداغوجيا الحديثة، التعليم في المغرب، الامتحانات المهنية، التخطيط التربوي، الوضعية المشكلة.

google-playkhamsatmostaqltradent