في كثير من البيوت، لا يزال الضرب يستخدم كوسيلة لتأديب الأطفال، رغم ما أثبتته الدراسات النفسية الحديثة من آثاره المدمرة على الصحة النفسية والعقلية للطفل.
يقول أحمد البالغ من العمر 33 سنة، كنت أضرب لأتفه الأسباب، اليوم لا أستطيع التعبير عن رأيي دون خوف وأشعر دائما أنني أقل من الآخرين .
وأضاف الشاب في حديث لـنا ، كبرت وأنا أحمل ذلك الخوف في داخلي، اليوم، رغم أنني رجل بالغ إلا أنني لا أستطيع التعبير عن رأيي بحرية، أشعر دائما أن كلماتي ستقابل بالغضب أو الرفض، كما كان يحدث في طفولتي .
كما أكد على أنه كلما واجهت موقفا يتطلب مني الدفاع عن نفسي أو اتخاذ قرار، أتوتر، وأتراجع، أشعر أنني لا أستحق شيئا، وأقل من الآخرين ، مضيفا الضرب لم يجعلني شخصا أفضل، بل جعلني شخصا هشا أرتدي قناع القوة فقط لأخفي الضعف الذي تربى داخلي .
من جانبها ترى الأخصائية النفسية سارة جدوان، أن الضرب لا يعد أداة للتربية بقدر ما هو وسيلة للعنف وفرض السيطرة .
جدوان وفي تصريح لـنا ، أكدت على أن الطفل الذي يتعرض للضرب ينمو وهو يشعر بالخوف، وليس بالاحترام، ومع الوقت، يتطور هذا الخوف إلى شعور دائم بالدونية أو التمرد العنيف .
واعتبرت الأخصائية أن الأطفال الذين يتعرضون للضرب غالبا ما يعانون من أعراض مثل التبول اللاإرادي، العزلة التأتأة، ونوبات الغضب، وفي الكبر، يعانون من صعوبات في اتخاذ القرار، وانخفاض احترام الذات، وصعوبة في تكوين علاقات مستقرة .
وخلصت المتحدثة، إلى أنه في كل مرة نمد فيها يدنا لضرب طفل، نفتح نافذة على خوفه، وربما نحفر جرحا لن يندمل إلا بسنوات من العلاج النفسي ، مشيرة إلى أن التربية مسؤولية، والعنف ليس أداة، بل جريمة صامتة تورث جيلا مضطربا .