recent
آخر المواضيع

التقويم التكويني ودوره في تحسين التعلمات

educa24maroc
الصفحة الرئيسية


 

مقدمة

يُعدّ التقويم التكويني أحد أعمدة العملية التعليمية الحديثة، إذ لم يعد الهدف من التقويم هو إصدار حكم على المتعلم أو منحه نقطة فقط، بل أصبح وسيلة لمواكبة تطوره وتوجيهه نحو النجاح.
فهو تقويم مستمر يرافق التعلم في كل مراحله، ويهدف إلى تشخيص الصعوبات وتقديم التغذية الراجعة المناسبة لتصحيح المسار التعليمي.

مفهوم التقويم التكويني

التقويم التكويني هو عملية تحليل مستمرة لأداء المتعلم، تُنفّذ خلال سير الدروس وليس بعدها.
يعتمد على جمع معلومات دقيقة حول مدى اكتساب المتعلمين للكفايات والمعارف، ثم اتخاذ قرارات تربوية ملائمة لمساعدتهم على التقدم.
بمعنى آخر، لا يقيس التقويم التكويني فقط ما تعلمه المتعلم، بل يساعده على التعلم بشكل أفضل.

أهداف التقويم التكويني

من بين أبرز أهدافه:

  • تشخيص مكتسبات المتعلمين ومعرفة نقاط القوة والضعف.

  • تكييف الممارسات البيداغوجية حسب احتياجات القسم.

  • تحسين دافعية المتعلم وتشجيعه على المشاركة النشطة.

  • ضمان تقدم تدريجي نحو تحقيق الكفايات المستهدفة.

إنه تقويم للتعلم وليس من أجل الحكم، وهو ما يميز المدرسة الحديثة عن المدرسة التقليدية.

أدوات التقويم التكويني

تتنوع أدوات هذا النوع من التقويم حسب الوضعيات التعليمية، نذكر منها:

  • الملاحظة المباشرة في القسم.

  • الأسئلة الشفوية القصيرة.

  • أوراق العمل السريعة.

  • ملفات الإنجاز (Portfolio).

  • شبكات التتبع الفردي.

  • التقويم الذاتي والتقويم بين الأقران.

هذه الأدوات تجعل التقويم عملية تشاركية، يتفاعل فيها المعلم والمتعلم بشكل إيجابي.

دور الأستاذ والمتعلم

يلعب الأستاذ دورًا رئيسيًا كموجه وملاحظ وميسر، فهو الذي يخطط للأنشطة، ويحلل نتائج المتعلمين، ثم يعدّل مساره التربوي.
أما المتعلم، فليس متلقيًا سلبيًا، بل مشارك فاعل يقوم بتقويم ذاته، ويتعلم من أخطائه، ويصبح شريكًا في بناء تعلمه.

الخاتمة

إن التقويم التكويني ليس مجرد أداة لقياس الأداء، بل هو فلسفة تربوية تهدف إلى جعل التعلم عملية مستمرة وواعية.
فحين يُفهم الخطأ كفرصة للتعلم، وحين تُقدَّم الملاحظات بطريقة بنّاءة، يصبح التقويم التكويني وسيلة فعالة لتحقيق الجودة المنشودة في التعليم.

google-playkhamsatmostaqltradent