مقدمة
يُعدّ التعلم القائم على المشاريع من أهم المقاربات البيداغوجية الحديثة التي تسعى إلى جعل المتعلم محور العملية التعليمية، من خلال إشراكه في إنجاز مشاريع واقعية تربط بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي. هذا النوع من التعلم يفتح المجال أمام التلاميذ لتوظيف مكتسباتهم في مواقف حياتية حقيقية، مما يرسّخ لديهم التعلم الذاتي ويطور مهارات التفكير والإبداع.
مفهوم التعلم القائم على المشاريع
يقوم هذا النوع من التعلم على فكرة بسيطة لكنها فعالة: يتعلم التلميذ من خلال إنجاز مشروع حقيقي ذي معنى بالنسبة له.
فبدلاً من أن يكون مجرد متلقٍ للمعلومات، يصبح فاعلاً ومبادراً، يعمل داخل مجموعة، يبحث ويحل المشكلات ويبدع الحلول.
أهداف التعلم القائم على المشاريع
-
تنمية الكفايات الأساسية (التواصل، التعاون، حل المشكلات).
-
تحفيز روح المسؤولية والعمل الجماعي لدى المتعلمين.
-
ربط المدرسة بالحياة والمجتمع المحلي.
-
تطوير الإبداع والتفكير النقدي.
-
جعل التعلم ممتعاً وهادفاً بدل أن يكون تلقينياً جافاً.
أدوار المدرس في هذه المقاربة
لم يعد المدرس ناقلاً للمعرفة فحسب، بل أصبح موجهاً وميسّراً لعملية التعلم.
فهو يساعد المتعلمين على تحديد الأهداف، وتنظيم العمل الجماعي، وتقويم المشروع في مختلف مراحله.
خاتمة
التعلم القائم على المشاريع ليس مجرد تقنية تعليمية، بل فلسفة تربوية متكاملة تضع المتعلم في قلب الفعل التعليمي، وتمنحه فرصة لاكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين.
إن اعتماد هذه المقاربة في المؤسسات التعليمية المغربية يمكن أن يسهم بشكل كبير في تجديد المدرسة وتطوير جودة التعلمات.