يُسلّط هذا المقال الضوء على أبرز ملامح الدخول المدرسي، من خلال استعراض الجهود الحكومية المبذولة، ومستجدات خارطة الطريق 2022-2026، ودور الشركاء الاجتماعيين، بالإضافة إلى أبرز الأرقام والإجراءات الجديدة التي تهدف إلى تحقيق إصلاح شامل للمنظومة التعليمية وجعل المدرسة العمومية حاضنة حقيقية للجودة والإنصاف.
تحليل إخباري محمد ابن إدريس
تستعد الأسر المغربية لعودة أبنائها إلى مقاعد الدراسة مع حلول الموسم الدراسي الجديد، الذي يبدأ بشكل تدريجي يوم الثلاثاء 2 شتنبر، قبل أن تنطلق الدروس بشكل فعلي ابتداءاً من الإثنين 8 شتنبر عبر مختلف ربوع المملكة.
وقد تحوّل مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة خلال الأسابيع الأخيرة إلى مركز لتنسيق الاستعدادات، في ظل ترقّب التحاق أكثر من ثمانية ملايين تلميذ بالمؤسسات التعليمية، ما يجعل الدخول المدرسي حدثاً وطنياً يعكس حجم الجهود المبذولة في إصلاح المدرسة العمومية.
أشرف محمد سعد برادة، الوزير المشرف على القطاع، رفقة أعضاء هيئة القيادة في وزارته على التنسيق النهائي، حيث عقد عدة اجتماعات لتقييم جاهزية المؤسسات، كما ترأس لقاءاً تواصلياً مع الهيئات الوطنية الممثلة لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ لمناقشة مستجدات الدخول المدرسي 2025-2026، واستعراض نتائج الموسم المنصرم الذي سجّل نتائج إيجابية في امتحانات نيل الشهادات.
تعزيز دور جمعيات الآباء وأولياء التلاميذ
أكد الوزير برادة أن جمعيات آباء وأولياء التلاميذ أسهمت بشكل محوري في تعزيز قنوات التواصل بين المؤسسات التعليمية والأسر، ودعمت بشكل فاعل الجهود الرامية إلى تحسين الأداء التربوي، معتبرة إياها شريكاً أساسياً في هذا الورش.
وشدّد المسؤول الحكومي على أن إصلاح المدرسة العمومية يمثل ورشاً مجتمعياً استراتيجياً، يتماشى مع التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، الذي وضع على الدوام بناء مدرسة منصفة وذات جودة على رأس أولوياته، لتكون حاضنة للطاقات والكفاءات، وقادرة على تلبية احتياجات التنمية المستدامة للبلاد، وهو ما تتابع جميع مكونات حكومة أخنوش تنفيذه بدقة.
من جهتهم، ثمّن ممثلو جمعيات الآباء مشروع مدارس الريادة ، الذي سعى للنهوض بالمدرسة العمومية وسد الخصاص التعليمي، مؤكدين التزامهم بدعم جهود إصلاح المنظومة التربوية وانخراطهم العملي في تنفيذ الأهداف الاستراتيجية لخارطة الطريق 2022-2026، الرامية إلى إرساء مدرسة منصفة وذات جودة للجميع.
كما تناول الاجتماع أبرز التدابير التي رُسمت لضمان نجاح الدخول المدرسي المقبل، ومن أهمها تحديث المؤسسات التعليمية وتزويدها بوسائل تكنولوجية حديثة، فضلاً عن توزيع الكتب المدرسية على مدارس الريادة .
وتمت مناقشة دور الجمعيات في محاربة الهدر المدرسي وتفعيل أدوار الحياة المدرسية، مع تعزيز المقاربة التشاركية عبر لقاءات دورية بين الوزارة ومصالحها اللامركزية، والهيئات الوطنية والجهوية والمحلية لجمعيات أولياء التلاميذ، دعماً لجهود الإصلاح وتحقيق جودة التعليم.
أبرز أرقام ومستجدات الموسم الجديد
الدخول المدرسي لهذه السنة حافل بعدة مستجدات أعلنت عنها الوزارة في مذكرة رسمية، إذ واصلت التعميم التدريجي لمشروع مدارس الريادة في السلك الابتدائي، ليصل عددها مع بداية الموسم الجديد إلى 4.634 مدرسة، أي بزيادة 2.008 مؤسسات جديدة.
كما يشمل التعميم السلك الإعدادي عبر إضافة 554 مؤسسة، ليبلغ العدد الإجمالي 786 إعدادية خلال الموسم 2025-2026.
وتحضَر اللغة الأمازيغية ضمن الأولويات، بهدف بلوغ 50% من المدارس الإبتدائية خلال الموسم 2025-2026، إلى جانب مواصلة التعميم التدريجي لتدريس اللغة الإنجليزية في المستويات الثلاثة للسلك الإعدادي.
ولتحقيق هذا الهدف، تراهن الوزارة على إشراك النقابات التعليمية، حيث انعقد مطلع غشت 2025 اجتماع اللجنة العليا للحوار الاجتماعي القطاعي مع خمس نقابات تعليمية الأكثر تمثيلية، لتقييم حصيلة اتفاقي 10 و26 دجنبر 2023 وتفعيل النظام الأساسي الخاص بموظفي القطاع.
ونوّه الوزير خلال الاجتماع بدور النقابات في تأطير الأطر التعليمية ودعم المدرسة العمومية، مؤكداً التزام الوزارة بتنفيذ الإصلاح التربوي وفق خارطة الطريق 2022-2026، وتوفير الظروف الملائمة لنجاح الدخول المدرسي.
متابعة تنفيذ حصيلة الحوار الاجتماعي
قدّم الكاتب العام بالنيابة ومدير الموارد البشرية بالوزارة حصيلة حول تطبيق اتفاقي دجنبر 2023 والنظام الأساسي، موضحاً أن وتيرة التطبيق كانت إيجابية.
وأبرز أن الوزارة برمجت ابتداءاً من أكتوبر 2025 تكويناً خاصاً للأساتذة المزاولين خارج تخصصهم منذ أربع سنوات أو أكثر ممن لم يستفيدوا من الدورة الأولى، كما التزمت ابتداءاً من الشهر نفسه بردّ المبالغ المقتطعة من رواتب الأطر الإدارية التربوية المكلفة.
وبخصوص التعويض عن المناطق النائية (5.000 درهم)، تقرر عرض نتائج الدراسة الخاصة بهذا الملف في أكتوبر 2025 على اللجنة التقنية للفصل في سبل تنفيذه، كما بلغ مسار انتقاء مباراة خاصة بحاملي الدكتوراه مرحلة متقدمة في انتظار إعلان النتائج بعد التحقق منها.
وأكدت الوزارة أن معالجة ملفات الأقدمية لأساتذة سد الخصاص السابقين وصلت مرحلة متقدمة، مع التعهد بتسوية ما تبقى من الحالات، إضافة إلى دراسة وضعية منشطي التربية غير النظامية والأساتذة المكلفين بسد الخصاص، تنفيذاً لما ورد في اتفاقي دجنبر 2023.