recent
آخر المواضيع

رحلة العمر من بين جدران مدرسة مفككة… إلى حلم مدرسة عمومية قوية وعادلة

 

 نجيب الأضادي مدون وكاتب رأي 


شتنبر 1984… يا له من تاريخ محفور في الذاكرة

في قسم صغير بفرعية تاورضة – مجموعة مدارس الورتزاغ، بدوار المروج إقليم تاونات – قضيت أجمل وأصعب سنوات طفولتي. مدرسة من البناء المفكك، لكنها كانت حصنًا للعلم، خرجت أجيالًا من الأطر والمثقفين، وظلت شامخة رغم قسوة الإهمال والحيف. واليوم، وأنا أسمع أنه تم ترميمها  ، أشعر أن الزمن يعود بي إلى الوراء، إلى تلك البدايات المليئة بالبساطة والمعاناة في آن واحد.


أتذكر نفسي طفلًا في السادسة والنصف من العمر، أقطع المسافات الطويلة على قدميّ، لا طرق معبدة ولا وسائل نقل. أتذكر خوفي من العودة في الحصة المسائية، حين كان الظلام يغمر الجبال، والمطر يجلدنا بقسوته، والبرد ينخر الأجساد الصغيرة. ومع ذلك، كنا نصر على الوصول… كنا نؤمن أن العلم هو الضوء وسط كل ذلك الظلام.


مرت الأيام، وكلما انتقلنا من الابتدائي إلى الإعدادي ثم الثانوي، ازدادت المسافات وازدادت المشقة، لكن معها ازدادت العزيمة. كانت رحلة شاقة، لكنها أثمرت، والحمد لله.


اليوم، أعود بذاكرتي إلى تلك المدرسة، إلى أولئك المعلمين الأجلاء الذين علمونا بصدق وإخلاص، وإلى زملاء دربٍ منهم من رحل إلى دار البقاء، ومنهم من ما زال حيًا نرجو له الصحة والعافية.


ستظل تلك المدرسة، وذلك الزمن، شاهدين على قصة حب بين أبناء البلدة ومدرستهم، على وفاء لا ينقطع، وعلى حلم لا يزال يسكنني: أن تكون لنا مدرسة عمومية قوية، عادلة، منتجة، ديموقراطية، وذات جودة… مدرسة تحفظ كرامة أبناء الوطن وتصنع قادة الغد.

google-playkhamsatmostaqltradent