هل تعلم أنّ سر نجاح بعض الأشخاص في حياتهم هي ما تعلموه في طفولتهم؟ السنوات العشر الأولى من حياة الإنسان قادرة على تحديد مستقبله؛ إذ يكون فيها كالإسفنجة التي تمتص كل ما يصل إليها.
لذلك، فإنّ غرس المهارات الحياتية في نفوس أبنائك، يجب أن يكون ضمن تلك السنوات الأولى من حياتهم فهي الأدوات، التي تمكنهم من مواجهة تحديات الحياة بثقة وبناء علاقات قوية، ليحصلوا على حياة مستقرة وناجحة.
مهارات حياتية أساسية لطفلك قبل سن العاشرة
ساعد ابنك على فهم الحياة وتحقيق الأهداف ومواجهة الظروف المختلفة، بتعليمه هذه المهارات الحياتية الأساسية في حياة الجميع:
1. التواصل الفعال
تعليم هذه المهارة لأبنائك منذ الصغر يمنحهم أداة قوية لكسب العلاقات الصحية والإيجابية مع الأقرباء والغرباء؛ إذ يزيد ثقة الطفل بنفسه وقدرته على التأثير بالآخرين والتعبير عن نفسه. يكون ذلك من خلال ما يلي:
خصص وقت يومي لطفلك: تحدث معه واستمع جيداً لحديثه وشجعه على طرح الأسئلة وأجب عليها بدورك بصراحة واحترام.
قراءة القصص له: اختر القصص التي تضم شخصيات متنوعة وأحداث كثيرة وحاوره بتلك الأحداث والشخصيات.
استخدام لغة الجسد: علّم طفلك أهمية إظهار الاستماع بالتركيز والتواصل البصري مع المتحدث وأهمية تعابير الوجه في إيصال الفكرة.
تعليمه أسماء المشاعر: اشرح له عن المشاعر وكيفية التعبير عن كل منها.
2. حل المشكلات
من أهم المهارات لتعزيز ثقة ابنك بنفسه ليتمكن من مواجهة تغيرات الحياة غير المتوقعة، ويمكنك ذلك باتباع ما يلي:
1.2. تشجيعه على التفكير بصوت عالٍ
لا تقدم له الحلول الجاهزة، بل قدم الخيارات، ودعه يعبّر عن أفكاره دون مقاطعته وشجعه على تجربة كافة الخيارات التي يراها مناسبة دون إخباره بأنّها خاطئة.
2.2. استخدام الألعاب والأنشطة
يوجد كثيرٌ منها قادر على تطوير مهاراته في حل المشكلات مثل بناء الأبراج والألغاز التي يمكن زيادة صعوبتها تدريجياً واللعب التمثيلي والطبخ أيضاً.
3.2. مدحه
عندما يحاول حل مشكلة حتى إن لم يصل إلى الحل الصحيح يجب أن تمدحه ليستمر بالتجريب والمحاولة.
3. التعاون
هو أساس المجتمع الناجح لذلك عليك ما يلي:
كن قدوة: يتعلم ابنك من خلال ملاحظة سلوكك مع أفراد العائلة، والجيران، والمجتمع عامةً.
تحديد الأدوار: امنح كل فرد في الأسرة مهام ودور في الأعمال المنزلية بحسب استطاعته واحتفل دائماً بإنجازهم لمهامهم.
الألعاب الجماعية: شجع ابنك على المشاركة بالألعاب الجماعية والاشتراك بالنوادي الرياضية.
4. التفكير النقدي
ضروري لاتخاذ القرارات الصحيحة مستقبلاً ويمكنك تعليمه إياه من خلال ما يلي:
1.4. تشجيعه على أن يكون فضولياً
أظهر له أن الفضول جيد والسؤال ضروري حول ما يثير اهتمامه وحاول أن تجيب ببساطة على جميع أسئلته.
2.4. مناقشة وجهات النظر
لا تخبره أن السماء زرقاء، مثلاً بل اطرح عليه سؤال "لماذا يعتقد أنّها زرقاء؟"، وقدم له وجهات نظر متعددة حول المواضيع وشجعه على المقارنة بينها ليتمكن من تكوين رأيه الخاص بناءً على المعلومات المتاحة.
3.4. ممارسة الأنشطة الفنية
تساعد على التفكير خارج الصندوق والإبداع فمثلاً علمه الرسم والعزف على آلة موسيقية.
5. الوعي الذاتي
وهي القدرة على فهم المشاعر، والأفكار، والسلوكات؛ إذ يُعلَّم من خلال ما يلي:
كتابة اليوميات: شجعه على كتابة الأفكار اليومية ليتمكن من إخراج مشاعره وربما رسمها إن كان يهوى الرسم.
ممارسة اليوغا والتأمل: لمساعدته في التركيز على التنفس العميق والاسترخاء.
الرحلات: تفيد في استكشاف الطبيعة وملاحظة الأشياء من حوله؛ إذ يمكن زيارة المعارض والمتاحف.
التعاطف: شجعه على التفكير بمشاعر الآخرين وإظهار التعاطف لهم.
6. النظافة الشخصية
للحصول على صحة جيدة يجب أن تعلمهم النظافة الشخصية، وذلك من خلال ما يلي:
إظهار الاهتمام بالنظافة: بتطبيق روتين يومي لغسل الأسنان والاستحمام وتبديل الملابس.
جعلها ممتعة: باستخدام أغاني ممتعة واللعب بالماء والصابون خلال الاستحمام واستخدام ألعاب مائية.
شرح أسباب النظافة: اربط النظافة بصحة الجسد والحماية من الجراثيم والأمراض.
استخدام أدوات مناسبة: اختر فرشاة أسنان بألوان زاهية وصابون وسائل استحمام بروائح منعشة.
7. التنظيم والترتيب
يساعد ذلك في بناء شخصية منظمة ومسؤولة. يكون ذلك من خلال ما يلي:
صنع روتين ضمن المنزل: لكل شيء مكان محدد ويجب أن يلتزم الجميع بهذه القواعد حتى الألعاب يجب إعادتها لمكانها بعد الانتهاء.
مكافآت: قدم جوائز بسيطة عند الالتزام لتشجيعه امدحه ولا تستخدم العقاب كوسيلة للتعليم بل استخدم الكلمات المحفزة.
جدول زمني: حدد وقت لترتيب الغرفة ليصبح جزء من الروتين اليومي.
8. إعداد الطعام البسيط
يجعلهم تعليمهم ذلك مستقلين وواثقين بأنفسهم، ولديهم حب للطعام الصحي، مما يعزز اعتماده عليه مستقبلاً بدلاً من اللجوء للوجبات الجاهزة. يكون ذلك من خلال الخطوات التالية:
البدء بوصفات بسيطة: اختر أكثر الوصفات سهولة ومكوناتها قليلة وقوموا بصناعتها سوياً مثل سلطة الفواكه والخضار والسندويشات.
جعل التجربة ممتعة: ضع الأغاني واستخدم أدوات ملونة خاصة بالأطفال.
توكيله ببعض المهام: اختر مهام سهلة، مثل خلط المكونات، ثم زد المهام تدريجياً بما يتناسب مع عمره.
9. إدارة الوقت
إن أردت أن يكون ابنك أكثر انتاجيةً، وإبداعاً، وانتظاماً في حياته، فعلّمه إدارة الوقت من خلال ما يلي:
التخطيط لليوم: ضع خطة يومية أمام أطفالك واشرح أهمية ذلك؛ بحيث تحدد وقت العمل والرياضة والاسترخاء والنوم لتكون مثال يحتذى به.
تحديد أولوياته: ساعده على إعداد قائمة خاصة به أيضاً يحدد المهام التي يجب القيام بها وأوقات اللعب والدراسة.
المرونة: علّم طفلك أنّ الخطط قد تتغير ويجب ألا يتفاجأ أو يذعر من ذلك بل يغير الخطة بحسب الظروف.
مدح جهوده: عندما يلتزم بالأوقات المحددة لكل عمل كما خطط سابقاً امدحه.
10. الادخار
تعليمه الابتعاد عن الإسراف هو استثمار في مستقبله المالي ليدرك قيمة المال ويتخذ قرارات شراء حكيمة مستقبلاً؛ لذلك، عليك اتباع ما يلي:
1.10. إظهار له كيف تدخر المال
اشرح له عن خططك المالية وأهدافك من الادخار بطريقة تناسب عمره؛ لأنّ ربط الادخار بأهداف قصيرة أو طويلة الأمد، يساعده على إدراك أهميته.
2.10. شراء حصّالة جذابة
الشكل الملفت للانتباه يثير فضول الطفل.
3.10. قدم له مصروف أسبوعي
ليجرب إداراته بنفسك بعد تشجيعه على وضع قائمة مشتريات وشرح الفرق بين الحاجة والرغبة.
4.10. تعليمه العطاء
شجعه على التبرع بجزء من مدخراته للأعمال الخيرية.
11. احترام الآخرين
الإنسان جزء من المجتمع المحيط وبقدر احترامه للناس يمكن أن يعيش حياة مستقرة لذلك علّم ابنك احترامهم لاستقرار مستقبله الاجتماعي والعاطفي، وذلك من خلال ما يلي:
1.11. احترام أفراد الأسرة والمجتمع
أظهر أمامه الاحترام للجميع في التعاملات اليومية.
2.11. التوضيح
اشرح أهمية الاحترام وكيف يشعر الشخص عندما يُحترم، وكيف يعبّر عن الاحترام باستخدام كلمات محددة، مثل "شكراً، واعتذر، ومن فضلك"، وكيفية التحدث مع كبار السن بالتركيز على مستوى الصوت وطريقة التحدث وتقديم المساعدة، وكيفية اللعب مع الأقران دون إيذاء أحد أو تخريب الممتلكات العامة.
3.11. التشجيع
عندما يقوم بتصرف جميل امدحه وشجعه على تكراره دائماً.
4.11. قراءة القصص
اختر الكتب والقصص التي تعبّر عن أهمية الاحترام ودوره في بناء علاقات اجتماعية متينة.
12. كيفية البقاء آمناً
الحفاظ على سلامة أبنائك الجسدية مهمتك وعليك تعليمهم إياها وذلك من خلال ما يلي:
1.12. شرح احتياطات السلامة له
مثل عدم المشي بمفرده في الليل أو التحدث للغرباء عن أمور هامة أو تناول الأشياء التي يقدموها له فلا يجب أن يتناول الطعام والشراب إلا من أشخاص موثوقين.
2.12. حضور دروس تعليمية
يمكن الاستعانة بدروس تعلم الطفل الدفاع عن نفسه والتفريق بين المواقف السيئة والجيدة وكيفية مواجهة كل منها.
13. تحمل المسؤولية
تساعده هذه المهارة في بناء شخصية قوية ومتوازنة لذلك عليك ما يلي:
1.13. اشراكه في اتخاذ القرارات
لا تفرض على ابنك ما يرتديه واللعبة التي سيلعبها والوجبة التي سيتناولها بل قدم له عدة خيارات مناسبة واشرح له ميزات كل منها ودعه يختار.
2.13. منحه مسؤوليات في المنزل
مثل رعاية الكلب أو إخراج القمامة أو رعاية النباتات.
3.13. تجنُّب المقارنة
لا تقارن أبداً بينه وبين أطفال آخرين فلكل منهم وقت مختلف للتطور.
14. الصبر
لا تظن أنّ الصبر صفة فطرية، بل مهارة يمكن تنميتها لدى أبنائك ليتحكّموا في انفعالاتهم، ويتمكّنوا من التركيز أكثر، وذلك من خلال ما يلي:
1.14. الأنشطة والألعاب
اختر ألعاب تحتاج صبر لتنجح فيها واطلب منه مثلاً أن ينتظر دقيقة قبل أن يبدأ اللعب.
2.14. زراعة النباتات
تعلمه أنّ النجاح يحتاج مسؤولية ووقت طويل.
3.14. القصص
أخبره عن العصافير التي تبني أعشاشها بدقة والمخترعين ممن اجتهدوا سنوات إلى أن حققوا النجاحات.
4.14. المحادثات اليومية
اسأله عن شعوره عندما ينتظر وقت اللعب أو غيرها من النشاطات المحببة وغير المحببة، وساعده على تحديد شعوره، وشجعه على رؤية الجانب المشرق في كل انتظار.
15. التكنولوجيا
هي لغة عصرنا الحالي وتشجع على التواصل والإبداع وتحسين الأداء الأكاديمي والتعلم وأهمها ما يلي:
استخدام الكمبيوتر.
البحث على الإنترنت.
تعلم برامج الكمبيوتر الأساسية مثل الوورد والإيكسل.
التواصل عن طريق الإنترنت.
لتعليمه، يمكن اتباع ما يلي:
اتباع دورات تدريبية مناسبة لعمره.
أن تكون قدوةً له، وتستخدم التكنولوجيا أمامه.
اللعب التعليمي بواسطة التطبيقات المناسبة لعمره.
إقرأ أيضاً: 6 نصائح هامة لتربية الطفل على نحو صحيح
في الختام
يُعد تعليم المهارات الحياتية ضرورياً لمساعدة أبنائك على بناء حياة ناجحة ومستقرة؛ إذ إنّها مسؤولية الأهل أولاً.
قدمنا في مقالنا نصائح لتعليم أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها الأبناء قبل سن العاشرة، مثل التواصل الفعال، والتعاون مع الآخرين واحترامهم، والتفكير النقدي، والوعي الذاتي، والنظافة الشخصية، وإعداد الوجبات البسيطة، وتحمُّل المسؤوليات.
لذا، فاستفد من تلك النصائح لتضمن المستقبل الزاهر لأبنائك.