recent
آخر المواضيع

التعليم الخصوصي يهيمن على نتائج البكالوريا 2025 ويرسخ الفجوة التعليمية بالمغرب

 
كشفت نتائج امتحانات البكالوريا لسنة 2025 عن هيمنة شبه مطلقة لتلاميذ مؤسسات التعليم الخصوصي على المراتب الأولى، حيث تصدرت المشهد أسماء مثل هبة بناني، الحاصلة على معدل 19.61 في شعبة العلوم الفيزيائية خيار فرنسية من مؤسسة خاصة بالصخيرات، وعمر الحريري، الذي حصل على نفس المعدل في شعبة العلوم الرياضية بمؤسسة خصوصية تابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات.

هذا التميز المثير للانتباه يعيد إلى الواجهة سؤالا يتكرر كل متم سنة دراسية، هل تحوّل التعليم الخصوصي إلى الطريق الوحيد نحو التميز، في مقابل تراجع متواصل للمدرسة العمومية.

خلل في تكافؤ الفرص

يُجمع كثير من المتابعين للشأن التربوي على أن هذه النتائج تعكس اختلالا عميقا في تكافؤ الفرص بين التلاميذ، حيث تستفيد مؤسسات التعليم الخصوصي من برامج دعم مكثفة، ومواكبة دقيقة للتلاميذ، ووسائل ديداكتيكية متطورة، في وقت ما تزال فيه المدرسة العمومية تعاني من مشاكل بنيوية عويصة، أبرزها الاكتظاظ، ونقص الأطر، وضعف التكوين، وتراجع جاذبية مهنة التعليم.

ويقول أحد الأساتذة العاملين في التعليم العمومي بجهة الشرق: لدينا طاقات متميزة، لكن بيئة العمل لا تساعدهم على التفوق، في حين يُمنح تلاميذ الخصوصي ظروفًا مثالية للنجاح.

هل من نفخ في المعدلات

في المقابل، عبّر عدد من المتابعين والفاعلين في قطاع التربية عن تخوفاتهم من ظاهرة ما يعرف بـ نفخ المعدلات داخل بعض المؤسسات الخاصة، حيث تمنح نقط مرتفعة بشكل مفرط خلال المراقبة المستمرة، مما يرفع المعدلات النهائية إلى مستويات غير مسبوقة.

وذكر بعض النشطاء في الفضاء التواصلي بفترة الثماننييات والتسعينيات حيث كانت فيه المعدلات العليا لا تتجاوز 15 أو 16 فيما أصبحت اليوم تقارب 20، ما يثير الشكوك حول واقعية هذه الأرقام، ومدى انسجامها مع المستوى الفعلي للتلاميذ.

بين التفوق الطبقي والعدالة التعليمية ..

يتخوف البعض من أن يرسخ هذا الواقع منطق التفوق الطبقي، حيث يصبح النجاح في الامتحانات رهينا بالقدرة على دفع رسوم المدارس الخاصة، وليس بالكفاءة وحدها. وهذا الوضع يهدد جوهر المدرسة كمؤسسة عمومية وظيفتها الأساسية تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص.

ويحذر خبراء في التربية من أن استمرار هذا المسار سيُكرس الفجوة بين الطبقات، ويضعف الثقة في النظام التعليمي برمته، خصوصا إذا لم تواكبه سياسات واضحة لإصلاح التعليم العمومي وتحسين جودته.

إلى أين يسير التعليم في المغرب

الرسالة التي بعثت بها نتائج البكالوريا هذه السنة واضحة، هناك خلل في المنظومة التربوية وإن لم يتم تداركه بقرارات جريئة، وباستثمار حقيقي في التعليم العمومي، فإن الفوارق ستتسع أكثر، وسيفقد الآلاف من التلاميذ فرصهم في التميز، فقط لأنهم وُلدوا في أسر لا تملك ما يكفي لتسجيلهم في مدرسة خاصة.

google-playkhamsatmostaqltradent