مقدمة
تُعدّ حصص ما بعد الزوال من أصعب الحصص الدراسية بالنسبة للأستاذ والتلميذ على حد سواء. بعد صباح طويل، ووجبة غداء ثقيلة أحيانًا، وانخفاض طبيعي في التركيز، يدخل التلميذ القسم وهو مرهق ذهنيًا وجسديًا. في المقابل، يكون الأستاذ مطالبًا بتحقيق أهداف تعليمية كاملة في ظرف زمني محدود وفي مناخ تربوي غير مساعد.
كثير من الأساتذة يعتبرون حصص بعد الزوال فاشلة مسبقًا، لكن الواقع يثبت أن التخطيط الذكي، وتغيير الإيقاع، واعتماد مقاربات نشيطة يمكن أن يحوّل هذه الحصص من عبء إلى فرصة تربوية حقيقية. هذا المقال يقدم دليلًا عمليًا مبنيًا على التجربة داخل المدرسة المغربية.
أولًا: لماذا تُعد حصص بعد الزوال صعبة؟
فهم خصوصية هذه الحصص خطوة أساسية:
انخفاض التركيز
التعب الجسدي
قلة الدافعية
كثرة السلوكات المشاغبة
هذه العوامل طبيعية، ولا تعني ضعف الأستاذ أو التلميذ.
ثانيًا: خطأ شائع… تقديم الحصة بنفس طريقة الصباح
من أكبر الأخطاء:
الإكثار من الشرح النظري
طول الجلوس
أنشطة تتطلب تركيزًا عاليًا
ما يصلح صباحًا قد لا يصلح بعد الزوال.
ثالثًا: الإحماء الذهني في بداية الحصة
ابدأ الحصة بنشاط قصير (5–10 دقائق):
سؤال مفتوح
لعبة تربوية
مراجعة سريعة بأسلوب تفاعلي
الإحماء الذهني يعيد الانتباه ويكسر الخمول.
رابعًا: تغيير إيقاع الحصة
قسّم الحصة إلى فقرات قصيرة:
نشاط
مناقشة
تطبيق
التغيير المستمر يمنع الملل ويُبقي التلميذ حاضرًا.
خامسًا: اعتماد الأنشطة النشيطة
في حصص بعد الزوال، التلميذ يحتاج إلى الحركة:
العمل الجماعي
الانتقال بين الطاولات
أنشطة شفوية
الحركة المضبوطة تقلل الفوضى.
سادسًا: تقليص الشرح وزيادة التفاعل
بدل أن تشرح كثيرًا:
اسأل أكثر
دع التلميذ يكتشف
ناقش الإجابات
التفاعل يوقظ الذهن المتعب.
سابعًا: استعمال الوسائل التعليمية
الوسائل البصرية والسمعية تساعد على:
شد الانتباه
كسر الرتابة
تسهيل الفهم
حتى وسيلة بسيطة قد تصنع الفرق.
ثامنًا: ضبط القسم دون توتر
في حصص بعد الزوال:
توقع السلوك المشاغب
تدخل مبكر وهادئ
قواعد واضحة
العصبية تُفاقم الوضع.
تاسعًا: التحفيز المعنوي السريع
التلميذ المتعب يحتاج إلى تشجيع:
كلمة إيجابية
نقطة مشاركة
ثناء علني
التحفيز الصغير له أثر كبير.
عاشرًا: اختيار أنشطة مناسبة للوقت
فضّل:
المراجعة
التثبيت
التطبيقات
وتجنب:
تقديم مفاهيم معقدة لأول مرة
الحادي عشر: نهاية منظمة للحصة
لا تنهِ الحصة فجأة:
لخّص الأفكار
قدّم توجيهًا واضحًا
ودّع التلاميذ بهدوء
النهاية الجيدة تترك أثرًا إيجابيًا.
الثاني عشر: تقييم الحصة وتعديلها
بعد الحصة:
قيّم التفاعل
لاحظ الصعوبات
عدّل استراتيجيتك
الأستاذ الذكي يتعلم من كل حصة.
خاتمة
حصص ما بعد الزوال ليست عدوًا للأستاذ، بل اختبارًا لمهارته التربوية. عندما نفهم خصوصيتها ونكيّف أساليبنا معها، يمكن أن تصبح حصصًا ناجحة وفعالة.
في educa24 نؤمن أن الأستاذ القادر على إدارة أصعب الحصص هو أستاذ محترف، واثق، ومتوازن.
مقال أصلي – عملي – من الواقع المدرسي المغربي – محسّن لمحركات البحث (SEO) – جاهز للنشر
)%20-%202025-12-25T153604.355.png)