الإرهاق المهني لدى الأستاذ: كيف تحمي نفسك من الاحتراق الوظيفي؟
مقدمة
الإرهاق المهني أو ما يُعرف بـ"الاحتراق الوظيفي" أصبح ظاهرة مقلقة داخل الوسط التعليمي، خصوصًا في ظل الضغوط المتزايدة التي يعيشها الأستاذ: كثافة البرامج، الاكتظاظ، ضعف الاعتراف بالمجهود، وتداخل العمل مع الحياة الشخصية. كثير من الأساتذة يعانون في صمت دون وعي بخطورة الوضع. في هذا المقال، نسلط الضوء على الإرهاق المهني لدى الأستاذ المغربي، أسبابه، علاماته، وكيفية الوقاية منه بطرق عملية.
1. ما هو الإرهاق المهني؟
الإرهاق المهني هو حالة من التعب الجسدي والنفسي والعاطفي ناتجة عن ضغط مزمن في العمل، ويؤدي إلى:
فقدان الحماس
الشعور بالإنهاك الدائم
التبلد العاطفي تجاه التلاميذ
انخفاض الأداء المهني
وهو ليس ضعفًا شخصيًا، بل نتيجة ظروف عمل غير متوازنة.
2. لماذا يُعد الأستاذ أكثر عرضة للاحتراق الوظيفي؟
المسؤولية التربوية الكبيرة
الضغط النفسي اليومي داخل القسم
التعامل مع سلوكيات صعبة
غياب الدعم النفسي والمؤسساتي
ضعف التقدير المجتمعي أحيانًا
هذه العوامل تتراكم تدريجيًا حتى تصل إلى مرحلة الخطر.
3. علامات الإنذار المبكر
من المهم الانتباه إلى المؤشرات الأولى:
تعب مستمر حتى بعد الراحة
فقدان الرغبة في الذهاب إلى العمل
العصبية الزائدة أو اللامبالاة
صعوبة التركيز
آلام جسدية متكررة
التدخل المبكر يمنع تفاقم الحالة.
4. أخطاء شائعة تزيد من الإرهاق
السعي إلى الكمال
العمل دون حدود زمنية
إهمال الراحة والذات
كبت المشاعر السلبية
رفض طلب المساعدة
تغيير هذه السلوكيات خطوة أساسية للعلاج.
5. استراتيجيات عملية للوقاية
أ. داخل العمل
تنظيم الوقت وتحديد الأولويات
تبسيط التحضير والتصحيح
طلب الدعم من الزملاء
تقبل أن الخطأ جزء من التعلم
ب. خارج العمل
ممارسة نشاط بدني أو هواية
تخصيص وقت للراحة
الفصل بين العمل والحياة الخاصة
النوم الجيد والتغذية السليمة
6. دور الإدارة والزملاء
البيئة الداعمة تقلل من الاحتراق:
تواصل إيجابي داخل المؤسسة
تقاسم التجارب والمشاكل
دعم الإدارة في الأوقات الصعبة
العمل الجماعي يخفف العبء النفسي.
7. متى يجب طلب المساعدة؟
إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة، يجب:
التحدث مع شخص موثوق
استشارة مختص نفسي عند الحاجة
عدم الخجل من الاعتراف بالتعب
الصحة النفسية أولوية وليست رفاهية.
خاتمة
الإرهاق المهني خطر حقيقي يهدد جودة التعليم وصحة الأستاذ. الوعي بالمشكل واتخاذ خطوات وقائية بسيطة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. أستاذ مرتاح نفسيًا هو أستاذ قادر على العطاء، الإبداع، والاستمرار في مهنته برسالة وأمل.
شارك هذا المقال مع زملائك، فقد يكون خطوة إنقاذ لأستاذ يعاني في صمت.
)%20-%202025-12-28T214513.391.png)