تساؤلات حول أهداف المشروع وانعكاساته على جودة التعليم
يعيش عدد من تلاميذ الإعداديات المنخرطة في مشروع “الريادة” بمدينة الجديدة حالة من الارتباك الدراسي، بعد مرور أكثر من شهرين على انطلاق الموسم الدراسي دون أن تبدأ الدروس الفعلية بشكل منتظم، في وقت قطع فيه زملاؤهم بالمؤسسات الخصوصية، وحتى ببعض الإعداديات العمومية غير المنخرطة في المشروع، أشواطاً متقدمة في البرامج الدراسية.
هذا الوضع غير المفهوم أثار غضب واستياء عدد كبير من أولياء الأمور، الذين وجدوا أنفسهم أمام واقع يضر بمصلحة أبنائهم، ويطرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى مشروع “الريادة” الذي كان يُفترض أن يشكل نموذجاً لتجويد التعليم العمومي، لا أن يتحول إلى عائق أمام التحصيل الدراسي.
وفي اتصال بالجريدة، قال أحد الآباء: “تفاجأت عندما سجلت ابني في مركز للدعم، إذ وجد صعوبة كبيرة في مواكبة الدروس لأن زملاءه من مؤسسات أخرى متقدمون عليه بشكل واضح. لم نكن نتوقع أن يصبح الانخراط في مشروع يحمل اسم الريادة سبباً في التأخر الدراسي”.
عدد من المتتبعين للشأن التربوي اعتبروا أن هذا التأخر غير المبرر يعكس ضعف التنسيق بين الجهات الوصية على المشروع والمؤسسات التعليمية المنخرطة فيه، مطالبين وزارة التربية الوطنية بالتدخل العاجل لتصحيح الاختلالات وضمان تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح:هل تحقق “مدارس الريادة” فعلاً أهدافها المعلنة في الارتقاء بجودة التعليم العمومي، أم أنها تسير في الاتجاه المعاكس وتكرس فجوة جديدة بين تلاميذ نفس المنظومة التعليمية؟
إدريس بن يزة