recent
آخر المواضيع

التربية على القيم داخل المدرسة: بين التنظير والممارسة

educa24maroc
الصفحة الرئيسية


 

تُعد التربية على القيم من الركائز الأساسية لأي نظام تعليمي يسعى إلى بناء إنسان متكامل، قادر على التفاعل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين. فالمدرسة ليست فقط مكانًا لاكتساب المعارف والمهارات، بل هي أيضًا فضاء لغرس القيم الأخلاقية والإنسانية التي تُشكل هوية المتعلم وسلوكه في المجتمع.

في ظل التحولات الاجتماعية والثقافية السريعة، أصبحت المدرسة تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في إعادة إحياء منظومة القيم لدى المتعلمين. إذ لم يعد كافيًا أن نحشو أذهانهم بالمعلومات، بل ينبغي أن نغرس فيهم قيمًا مثل الصدق، المسؤولية، التسامح، احترام الآخر، وحب الوطن. هذه القيم لا تُكتسب عبر الدروس النظرية فقط، بل من خلال القدوة والممارسة اليومية داخل الحياة المدرسية.

يلعب المعلم دورًا محوريًا في هذا المجال، فهو النموذج الذي يقتدي به المتعلمون في تصرفاتهم. فحين يكون المعلم منضبطًا، متعاونًا، ومتسامحًا، ينقل تلك السلوكيات ضمنيًا إلى تلاميذه. كما يمكن تعزيز القيم من خلال المشاريع التربوية، الأنشطة الجماعية، والمسرح المدرسي، حيث يعيش التلميذ القيم لا كمجرد مفاهيم، بل كمواقف وسلوكيات ملموسة.

من جهة أخرى، يجب أن تتكامل جهود المدرسة مع الأسرة والمجتمع المدني لتحقيق انسجام تربوي يضمن استمرارية القيم في حياة الطفل اليومية. فالتربية على القيم ليست مسؤولية المعلم وحده، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب مشاركة فعّالة من جميع الفاعلين التربويين والاجتماعيين.

إن غرس القيم في نفوس المتعلمين هو استثمار بعيد المدى في بناء الإنسان والمجتمع. فحين نُخرّج جيلاً متشبّعًا بالقيم الإيجابية، نؤسس لمستقبل يسوده الاحترام، والتعاون، والعدالة، والسلام.

google-playkhamsatmostaqltradent