recent
آخر المواضيع

دور التعليم التقني والمهني في مواجهة بطالة الشباب بالمغرب

educa24maroc
الصفحة الرئيسية

🔹 مقدمة

تُعتبر بطالة الشباب من أبرز التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المغرب اليوم.
فعلى الرغم من الجهود المبذولة في تحسين النظام التعليمي، إلا أن الفجوة بين التكوين وسوق الشغل لا تزال قائمة، ما يجعل العديد من الخريجين يعانون من صعوبة الاندماج المهني.
ومن هنا تبرز أهمية التعليم التقني والمهني باعتباره رافعة أساسية لتأهيل الشباب وتمكينهم من المهارات العملية المطلوبة في عالم الشغل الحديث.


🔹 أولاً: التعليم التقني والمهني كخيار استراتيجي

لم يعد التعليم التقني مجرد مسار ثانوي يلجأ إليه من فشل في المسار الأكاديمي، بل أصبح خيارًا وطنيًا استراتيجيًا.
فهو يهدف إلى تكوين رأس مال بشري مؤهل قادر على تلبية حاجات الاقتصاد الوطني في قطاعات الصناعة، والخدمات، والفلاحة، والسياحة، والرقمنة.
تُشرف على هذا المسار مؤسسات متعددة أبرزها مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT)، الذي يُكوّن مئات الآلاف من الشباب سنويًا.


🔹 ثانياً: أسباب ارتفاع البطالة في صفوف الشباب

  1. هيمنة التكوين النظري وضعف الجوانب التطبيقية في كثير من التخصصات.

  2. غياب التنسيق الكافي بين المنظومة التعليمية والمقاولات، مما يجعل المهارات المكتسبة غير متلائمة مع متطلبات السوق.

  3. ضعف ثقافة ريادة الأعمال لدى الشباب، واعتمادهم الكبير على الوظيفة العمومية.

  4. نقص المعلومات حول المهن المستقبلية والفرص الواعدة في القطاعات الإنتاجية.

  5. تفاوت الفرص بين الوسط الحضري والقروي في الولوج إلى مراكز التكوين المهني.


🔹 ثالثاً: الإصلاحات الجارية في التكوين المهني بالمغرب

أطلقت الدولة المغربية سلسلة من البرامج لإعادة هيكلة التعليم التقني والمهني، نذكر منها:

  • خطة “مدن المهن والكفاءات”: مشروع ضخم يهدف إلى إحداث مراكز جهوية حديثة مجهزة بتقنيات عالية، تربط التكوين بسوق الشغل.

  • تحديث المناهج لتتلاءم مع التحولات الرقمية والتكنولوجية.

  • تشجيع التكوين بالتناوب بين المدرسة والمقاولة، لتقريب المتعلم من واقع المهنة.

  • تثمين المسار المهني عبر فتح الجسور بين التكوين المهني والتعليم الجامعي (BTS – licences professionnelles).


🔹 رابعاً: دور التعليم التقني في الإدماج المهني

يساهم التعليم التقني في:

  1. تزويد الشباب بمهارات قابلة للتطبيق الفوري في المهن المطلوبة.

  2. دعم الاقتصاد الوطني من خلال تكوين يد عاملة مؤهلة في مجالات الصناعة، الطاقات المتجددة، الخدمات اللوجستيكية، وغيرها.

  3. تحفيز روح المقاولة الذاتية لدى الشباب عبر برامج الدعم والمواكبة.

  4. تقليص نسب البطالة في الفئات العمرية بين 18 و35 سنة، خصوصًا في المناطق الحضرية.


🔹 خامساً: التحديات التي تواجه المنظومة

رغم الجهود، ما زالت هناك معيقات تعرقل فعالية التعليم المهني، من بينها:

  • ضعف صورة هذا المسار في أذهان الأسر والمتعلمين.

  • الحاجة إلى مزيد من المرونة في المناهج لتواكب تطور سوق العمل.

  • ضرورة إشراك القطاع الخاص في تحديد حاجيات التكوين.

  • محدودية التمويل والوسائل اللوجستيكية في بعض المؤسسات.


🔹 سادساً: نحو رؤية جديدة للتعليم المهني

يتطلب النهوض بالتعليم التقني والمهني رؤية مندمجة تعتمد على:

  • ربط التكوين بالابتكار وريادة الأعمال.

  • تعزيز الشراكات بين الدولة والمقاولات.

  • إدماج التكنولوجيا الحديثة كالذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد في التكوين.

  • تحفيز الأسر والمتعلمين على اختيار المسار المهني كخيار ذكي وواعد.


🔹 خاتمة

يُعدّ التعليم التقني والمهني اليوم ركيزة أساسية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب، ووسيلة فعالة لمحاربة البطالة وخلق فرص شغل مستدامة.
ومتى استطاعت المدرسة المغربية أن تغرس في الشباب قيم العمل والإبداع والمسؤولية، فإنّ مستقبل التشغيل سيكون أكثر إشراقًا وعدلاً.


 

google-playkhamsatmostaqltradent