recent
آخر المواضيع

بيداغوجيا الكفايات: نحو تعلم ذي معنى

educa24maroc
الصفحة الرئيسية

🔹 مقدمة

أصبحت بيداغوجيا الكفايات من أهم المقاربات التعليمية الحديثة التي اعتمدتها المنظومات التربوية في مختلف أنحاء العالم، ومن بينها المغرب، في سعيها إلى تحسين جودة التعلمات وربطها بحاجات المتعلم وحياته الواقعية.
فلم يعد الهدف من التعليم هو تخزين المعارف، بل تنمية قدرات المتعلم على توظيف ما تعلمه في مواقف جديدة.
في هذا المقال، سنتعرف على مفهوم الكفاية، ومبادئ بيداغوجيا الكفايات، وأهميتها في تجديد الممارسات الصفية.


🔹 أولاً: مفهوم الكفاية

الكفاية هي قدرة المتعلم على تعبئة مجموعة من الموارد المعرفية والمهارية والقيمية لمواجهة وضعية جديدة أو حل مشكلة معينة.
بمعنى آخر، الكفاية ليست مجرد معرفة، بل قدرة على الفعل بفعالية.
وتتكون من ثلاثة عناصر رئيسية:

  1. المعارف (ما يعرفه المتعلم).

  2. المهارات (ما يستطيع فعله).

  3. المواقف والقيم (كيف يتصرف في وضعية معينة).


🔹 ثانياً: أهداف بيداغوجيا الكفايات

  • جعل التعلم ذا معنى ومتصلاً بالحياة الواقعية.

  • تنمية القدرات العليا للتفكير مثل التحليل، والتركيب، والتقويم.

  • تشجيع المتعلم على الاستقلالية وتحمل المسؤولية.

  • جعل المتعلم فاعلاً لا متلقياً في العملية التعليمية.

  • بناء التعلمات بشكل تراكمي ومندمج عبر المستويات الدراسية.


🔹 ثالثاً: المبادئ الأساسية لبيداغوجيا الكفايات

  1. الوضعيات المشكلة:
    يتم تقديم التعلمات في سياق مشكلات حقيقية تحفّز التفكير والبحث.

  2. التعلم النشط:
    يشارك المتعلم في بناء المعرفة من خلال أنشطة وتعاون.

  3. التركيز على الفعل وليس فقط على المعرفة:
    أي قياس قدرة المتعلم على توظيف ما تعلمه في وضعيات جديدة.

  4. التقويم المستمر والتكويني:
    لتتبع تطور الكفايات بشكل تدريجي.

  5. الاندماج بين المواد:
    لأن الكفايات تتجاوز الحدود التقليدية للتخصصات الدراسية.


🔹 رابعاً: مكونات الكفاية

يمكن تفكيك الكفاية إلى عدة عناصر مترابطة:

  • الموارد المعرفية (المفاهيم، القواعد، المعلومات).

  • الموارد المهارية (التقنيات، الإجراءات، التطبيقات).

  • الموارد الوجدانية (القيم، الاتجاهات، الدافعية).
    ويُظهر المتعلم كفاءته عندما يجمع بين هذه الموارد الثلاثة في مواجهة وضعية حقيقية.


🔹 خامساً: الفرق بين بيداغوجيا الأهداف وبيداغوجيا الكفايات

المقارنةبيداغوجيا الأهدافبيداغوجيا الكفايات
التركيزعلى النتائج الجزئيةعلى القدرة المندمجة
طبيعة التعلمتجزيئي، ميكانيكيشمولي، وظيفي
دور المتعلممتلقٍ سلبيفاعل مشارك
التقويماختبارات معياريةتقويم الوضعيات المعقدة
الغايةبلوغ هدف جزئيتنمية الكفايات الشاملة

🔹 سادساً: دور المدرس في بيداغوجيا الكفايات

  • تصميم وضعيات تعلمية محفزة ترتبط بحياة المتعلمين.

  • توجيه المتعلمين لاكتشاف المعرفة بأنفسهم.

  • تكييف الأنشطة حسب مستوى كل متعلم.

  • اعتماد التقويم التكويني المستمر لمرافقة التعلم.

  • تشجيع التعلم الذاتي والعمل الجماعي.


🔹 سابعاً: دور المتعلم

  • الانخراط الفعّال في بناء المعرفة.

  • المشاركة في حل الوضعيات المشكلة.

  • التعاون مع الزملاء ضمن مجموعات تعلم.

  • تحليل أخطائه وتعلم كيفية تصحيحها.

  • الربط بين التعلمات ومواقف الحياة اليومية.


🔹 ثامناً: التحديات التي تواجه تطبيق بيداغوجيا الكفايات

  • صعوبة تصميم وضعيات تعليمية معقدة وذات معنى.

  • ضعف التكوين في مجال التخطيط بالكفايات.

  • مقاومة بعض الممارسات التقليدية للتغيير.

  • الحاجة إلى موارد رقمية وبيداغوجية داعمة.


🔹 خاتمة

تُمثل بيداغوجيا الكفايات نقلة نوعية في الفكر التربوي المغربي، لأنها تضع المتعلم في قلب العملية التعليمية، وتجعل من المعرفة وسيلة للفعل والنجاح، لا غاية في حد ذاتها.
وحتى تحقق هذه المقاربة أهدافها، ينبغي تأهيل المدرسين وتوفير شروط الممارسة الفعلية داخل الأقسام.
فالتربية بالكفايات هي تربية للحياة، تُعلّم المتعلم كيف يتعلم، وكيف يواجه المستقبل بثقة وكفاءة.

 

google-playkhamsatmostaqltradent