مع بداية كل عطلة مدرسية، يعود النقاش مجددا حول الطريقة المثلى لاستثمار هذه العطلة بطريقة ذكية، فبين من يرى فيها فرصة ضرورية للراحة واستعادة النشاط، ومن يعتبرها مرحلة مهمة للتحضير لما هو قادم، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الراحة والمراجعة دون إفراط أو تفريط.
وتعد العطلة المدرسية، فترة استراحة مشروعة بعد أسابيع طويلة من الدروس والاختبارات، إذ يحتاج التلاميذ إلى الترفيه عن النفس، وإلى قسط من الهدوء بعيدا عن ضغط الواجبات والمراجعات.
العطلة بين الاسترخاء وتنظيم الوقت الدراسي
فالراحة الجسدية والنفسية تساعد على تجديد الطاقة، وتحسين القدرة على التركيز والانتباه مستقبلا، كما أن ممارسة الأنشطة الترفيهية أو الرياضية أو حتى الهوايات الفنية تفتح أمام المتعلمين آفاقا جديدة للتعبير عن الذات وتخفيف التوتر.
لكن في المقابل، يرى كثير من الأساتذة أن العطلة ليست فترة انقطاع تام عن الدراسة، بل فرصة لتنظيم الوقت بطريقة أكثر حرية تسمح بمراجعة الدروس بهدوء، أو قراءة كتب إضافية، أو تطوير مهارات جديدة، فالمراجعة الخفيفة خلال العطلة لا تستهلك الجهد، بل تضمن استمرار الصلة بالمادة الدراسية وتخفف من صعوبة العودة إلى نسق الدراسة لاحقا.
فرصة للراحة وتنمية المهارات بمرونة
وفي هذا السياق ترى مريم الزيتوني أستاذة اللغة العربية، أن العطلة المدرسية بالنسبة لي ليست مجرد توقف مؤقت عن الدروس، بل هي محطة مهمة في المسار الدراسي للتلميذ، بعد أسابيع طويلة من الجهد والتركيز، يصبح من الضروري أن يستفيد المتعلم من فترة راحة تساعده على استعادة توازنه النفسي والجسدي .
وأضافت الأستاذة ذاتها في تصريح لـ بلادنا24 ، بأن الراحة ليست ترفا، بل حاجة أساسية تمكن التلميذ من تجديد طاقته واستعادة حماسه للتعلم ، مشيرة إلى أنه في المقابل، أعتقد أن العطلة لا يجب أن تفهم على أنها انقطاع تام عن كل ما هو دراسي، يمكن للتلميذ أن ينظم وقته بطريقة مرنة، فيخصص بعض الساعات الخفيفة للمراجعة أو القراءة أو تنمية مهاراته الذاتية، دون أن يشعر بأنه مقيد أو مضغوط .
وأكدت المتحدثة عينها، أن التعلم لا يكون دائما عبر الكتب فقط، بل يمكن أن يتحقق أيضا من خلال أنشطة ثقافية، أو مشاهدة وثائقيات، أو حتى نقاشات مفيدة داخل الأسرة .
وفي ظل التطور التكنولوجي، بات بإمكان التلاميذ الجمع بين المتعة والتعلم، عبر تطبيقات تعليمية تفاعلية أو محتوى رقمي ممتع يجعل المراجعة نشاطا محببا لا عبئا.