دعت حركة التوحيد والإصلاح الشريك الاستراتيجي لحزب العدالة والتنمية إلى مراعاة خصوصيات المجتمع المغربي واختياراته، منتقدة ما وصفتها بـ"مبادرة غريبة"، والتي شملت الدعوة إلى إنشاء فرق رياضية مشتركة بين الجنسين، وذلك في آخر مذكرة صادرة بشأن برمجة وتدبير أنشطة الرياضة المدرسية.
وأضاف بيان حركة التوحيد والإصلاح حول الدخول المدرسي والجامعي 2025-2026، يتوفر "تيلكيل عربي" بنُسخة منه، أن رهان الحكومة على إصلاح منظومة التربية والتكوين عبر نموذج "مدارس الريادة" بالنسبة للتعليم المدرسي وتسويقها على أنها الحل لتجاوز أزمة التعليم، يعد اختزالا سطحيا لمشاكل التعليم وتحدياته.
وأوضحت الحركة أنه بغض النظر عن الجانب البيداغوجي في "مدارس الريادة"، فإن الحكومة تكرس، من ناحية الإمكانيات المادية، سياسة السير بسرعتين، فهناك مؤسسات يتم تجديد بنيتها التحتية وتوفير الإمكانيات المادية لها، مع تقديم تحفيزات لأطرها، بينما تترك مؤسسات أخرى لما تعانيه من خصاص، كما هو الحال بالنسبة لـ5000 مؤسسة تعليمية بدون ماء، حسب تصريح وزير التجهيز والماء.
واستنكرت الحركة فرض فرنسة التعليم، بتدريس المواد العلمية خاصة في السلكين الإعدادي والتأهيلي باللغة الفرنسية، في خرق صارخ لمبدأ التناوب اللغوي المنصوص عليه في القانون الإطار 51.17، واصفة ذلك بأنه ضد البديهيات التربوية التي حسمت أهمية تدريس العلوم باللغات الرسمية الوطنية، وتجاهل تام لرغبات أولياء المتعلمين، كما أظهرت تقارير وازنة، منها تقرير المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية حول الرابط الاجتماعي نسخة 2023، الذي بين أن ثلثي المستجوبين يفضلون تدريس المواد باللغة العربية.
وسجل البيان تراجع قضايا الهوية والشعور بالانتماء للأمة الإسلامية في المناهج الدراسية، حيث أصبح حضور قضية فلسطين لا يتناسب مع مكانتها لدى المغاربة، ولا مع مكانة المملكة المغربية باعتبار عاهلها رئيسا للجنة القدس واحتضانها لبيت مال القدس.
وأشارت الحركة إلى التراجع الواضح عن التنصيص على الثوابت الدينية والوطنية، حيث حذف المشروع مقتضيات الهوية والانتماء من مهام وأهداف الجامعة، واكتفى بالإشارة إلى البعد الروحي عوض التنصيص الصريح على القيم الدينية والوطنية، كما تم استبعاد عضوية رئيس المجلس العلمي الجهوي من تركيبة مجلس الجامعة ومجلس الأمناء، رغم توصية المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بهذا الخصوص.
في المقابل، ثمنت الحركة التفاعل الإيجابي للجهات الوصية مع بعض القضايا، مثل تيسير أداء الصلاة بالمؤسسات التعليمية، والتراجع عن بعض الأمور التي أثارت استنكار المجتمع، كإدراج الهيب هوب في برامج الرياضة المدرسية.
للإشارة، جاء في مذكرة صادرة عن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتاريخ السادس من أكتوبر الجاري، أنه "تعزيزا لمبدأ المساواة بين الجنسين للممارسة الأنشطة الرياضية المدررسية، تمت برمجة أنشطة رياضية مختلطة تجمع بين الإناث والذكور ضمن فريق واحد، بالإضافة إلى الحضور المتساوي للذكور والإناث للمشاركة في مختلف الأنشطة والمنافسات الرياضية المدرسية".