منذ انطلاق الموسم الدراسي الجديد، بداية الأسبوع الماضي، قاد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، جولات بعدد من المدن لمواكبة هذا الدخول.
بيد أن انتقادات كثيرة لاحقت المسؤول الحكومي، كون أنه يختار المدارس موضوع الزيارة بعناية، وهي إما بقلب المدن، أو حديثة التشييد، مع إدخال إصلاحات جديدة قبل حلول الوفد الوزاري.
ومن بين الزيارات التي أثارت غضب الشغيلة التعليمية، تلك التي قام بها الوزير برادة إلى مدينة شفشاون، يوم الخميس الماضي، وخصصها تحديدا لمدرسة الصادق بن ريسون الرائدة، والثانوية الإعدادية الحسن الأول المنخرطة في مشروع إعداديات الريادة.
وقد صب أساتذة، جام غضبهم على المسؤول الحكومي، لأن زيارته شملت مدارس مختارة، ولم يصل إلى المدارس المنتشرة بالعالم القروي، خصوصا وأن إقليم شفشاون يمتاز بكون أزيد من 90 في المائة من مساحته ذات طابع قروي.
ومما جاء في تعليقات للشغيلة التعليمية على هذه الزيارة: السيد الوزير إقليم شفشاون لا يقتصر على ظهر بن عياد أو الدردارة أو باب تازة كان بودك الوصول إلى أبعد نقطة في الإقليم، أن تزور الفرعيات التي لا تصلها الطرق ولا الماء ولا شبكة الاتصال المؤسسات ذات الأسقف المهترءة والنوافد المكسورة والطاولات القديمة .
وعلق آخر: لماذا لا تزور المناطق النائية أو ما يسمى بالمغرب غير النافع؟ الزواق وأخذ الصور أما الواقع شيء آخر . وعلى نفس المنوال، كتب أحدهم: علاش ماديتوش السيد الوزير يشوف جماعة ووزكان والمدارس ديالها ويذوق معاناة ديال طريق؟ تاهي محسوبة على الشاون .
وفي تعليق آخر، كتب أحد النشطاء: علاش حتى اجي شي وزير ولا مسؤول عاد كنصبغوا ونرسموا ونجيبه تلاميذ لا علاقة لهم بالمؤسسة باش يستقبلوه. ونقولو للتلاميذ اآرين متحضروش. علاش باش ميبانش المستوى ديالهم الحقيقي باركا من تغطية الشمس بالغربال .
وعلى نفس المنوال، كتب أحدهم، متسائلا: واش كاين شي خبار على النقل المدرسي بالمجان، على التدفئة فمدارس قرى شفشاون، كاين شي مراحض فالفرعيات، واش كاين شي مياه الشرب في مدارس القرى؟ .
يأتي هذا، في وقت عبرت فيه مختلف الهيئات النقابية عن غضبها من الجو العام الذي طبع عملية الدخول المدرسي، والذي اتسم في نظرها بالارتجالية والعشوائية، محملة الوزير الوصي على القطاع، محمد سعد برادة، مسؤولية ذلك.