يستعد خريجو شعبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمارتيل تطوان لخوض خطوة احتجاجية جديدة، بعدما طال انتظارهم لفتح مسلك ماستر في تخصصهم، الذي توقّف منذ سنة 2021 في ظروف ما تزال غير واضحة، تاركاً وراءه أفواجاً كاملة من الطلبة دون أفق أكاديمي، وذلك بعدما أعلن خريجو سنوات 2022 و2023 و2024 و2025 عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم غد الجمعة، على الساعة العاشرة صباحاً أمام عمادة الكلية، للمطالبة بإعادة فتح الماستر، مؤكدين أن استمرار الوضع الحالي يعرض المئات منهم للضياع الأكاديمي ويدفع بعضهم إلى التخلي عن متابعة الدراسة العليا نهائياً .
الطلبة المحتجون، الذين جمعوا 156 توقيعاً على عريضة موجهة إلى الجهات المختصة، يشدّدون على أن إغلاق مسلك الماستر لا يمكن أن يستمر في كلية تُعتبر ضمن واحدة من أعرق مؤسسات جامعة عبد المالك السعدي، معتبرين أن هذا الوضع يتناقض مع الخطاب الرسمي الذي يتحدث عن بناء الدولة الاجتماعية ، لأن حرمانهم من التكوين في السوسيولوجيا على مستوى الدراسات العليا يعني حرمان المغرب من كفاءات قادرة على دراسة قضايا المجتمع وتحليل تحوّلاته في مجالات حيوية مثل التربية والتنمية والتحولات الاجتماعية والأسرة والهجرة، موضحين بأنه بينما تتوفر جامعات مغربية أخرى على عدة مسالك للماستر في علم الاجتماع، يظل طلبة الشمال دون هذا الحق، وهو ما يرونه ضرباً لمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين كل الطلبة المغاربة.
الاحتجاج المزمع تنظيمه، وفق بلاغ صادر عن خريجي الشعبة توصلت به بلادنا24 ، يأتي للتنبيه إلى أن استمرار غياب الماستر منذ أربع سنوات قد خلق حالة من الإحباط وسط الطلبة، الذين يجدون أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر، التنقل إلى مدن بعيدة بكل ما يتطلبه ذلك من تكاليف مادية ومعاناة اجتماعية، أو التوقف عند حدود الإجازة وتجميد طموحاتهم العلمية، مؤكدين أن مطلبهم لا يقوم على نزعة مطلبية فئوية ضيقة، بل على اعتبارات موضوعية واضحة، منها وجود قاعدة طلابية كبيرة ومتحمسة لمواصلة التكوين الأكاديمي، وتوفر طاقم تدريسي كفؤ قادر على تأطير مسلك الماستر بكفاءة، فضلاً عن مساهمة فتح هذا المسلك في تقليص الضغط الذي تعرفه جامعات المدن الكبرى.
الطلبة لم يكتفوا بالدعوة إلى الوقفة الاحتجاجية، بل وجهوا أيضاً طلباً رسمياً إلى عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمارتيل من أجل عقد لقاء يوم غد الجمعة 12 شتنبر على الساعة الحادية عشرة صباحاً، مباشرة بعد الوقفة، لمناقشة ملف الماستر بشكل مباشر، حيث شدّدت الرسالة التي وقعها خمسة ممثلين عن منسقية الطلبة، وتوصلت بها أيضاً بلادنا24 ، على أن غياب الماستر منذ 2021 حرم أجيالاً كاملة من فرصها الأكاديمية المشروعة، ودعت الإدارة إلى التفاعل الإيجابي مع هذا المطلب الذي يرونه عادلاً وملحاً.
الملف، الذي يبدو للوهلة الأولى شأناً جامعياً داخلياً، قد يتحول إلى قضية رأي عام لارتباطه بحق أساسي في متابعة الدراسة العليا، ولمساسه المباشر بمبدأ تكافؤ الفرص والعدالة المجالية، فالطلبة المحتجون يرون أن إعادة فتح ماستر علم الاجتماع في كلية الآداب بتطوان ليست مجرد استجابة لمطلب أكاديمي محدود، بل خطوة ضرورية لإنصاف مئات الشباب في مدن وقُرى الشمال، ومنحهم الحق في المساهمة في البحث العلمي الوطني دون أن يضطروا إلى الهجرة الجامعية أو الاستسلام لإحباط الضياع الأكاديمي.
