خرجت النقابات التعليمة بسلة فارغة من اللقاء الذي جمعها بوزير التربية الوطنية سعد برادة أمس.
ولم تتمكن النقابات من انتزاع جدولة زمنية لضمان التزام الوزارة بتنزيل باقي الالتزامات، ما جعلها في وضع حرج أمام شغيلة القطاع التي باتت تنظر بعين الربية والشك لنوايا الوزارة وأداء النقابات التعليمة بعد توالي “اللقاءات الفارغة”.
ووفق مصادرنا، فإن الوزير برادة ماضٍ في خطته الرامية إلى دحرجة و ترحيل جميع المطالب ذات الكلفة المالية نحو الحكومة المقبلة، قبل عام فقط من الانتخابات.
وأفادت المصادر ذاتها أن برادة وزّع النوايا الحسنة بسخاء على النقابات التعليمية التي بسطت مطالبها، لتعود وتجمعها من جديد بعد نهاية الاجتماع، في ظل حالة غليان وسط شغيلة التعليم، ما يُنذر بدخول مدرسي ساخن.
وكان وزير التربية الوطنية قد بادر، مباشرة بعد الإطاحة بالكاتب العام السابق يونس السحيمي، إلى فرملة الإيقاع السريع الذي كانت تُعالج به الملفات المطلبية، حيث كلّف كلًا من مدير الموارد البشرية والكاتب العام بالنيابة، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب المفتش العام، بمهمة ” جرجرة” المطالب، بهدف كسب مزيد من الوقت لتمكين الحكومة من الاحتفاظ بعشرات الملايير من المستحقات المالية العالقة لفائدة نساء ورجال التعليم.
وقالت مصادرنا إن رئيس الحكومة، إلى جانب فوزي لقجع، مارسا ضغوطًا مباشرة بعد تعيين برادة على رأس وزارة التربية الوطنية، بهدف تفادي تحميل الميزانية العامة أعباء إضافية، في ظل التكاليف الباهظة المرتبطة بالتحضير لكأس العالم، إلى جانب الزيادة الأخيرة في أجور موظفي القطاع العام.
وتجلّت نوايا الوزارة بوضوح من خلال إحالة ملف “التعويض التكميلي” على الحوار المركزي، ما يعني بقاءه معلقًا إلى حين تشكيل حكومة جديدة. وهو النهج نفسه الذي سلكته الوزارة مع الملفات الفئوية، مثل التعويض عن العمل في المناطق النائية والصعبة.
وذكرت المصادر نفسها أن الوزير سيغادر لقضاء عطلته الصيفية مباشرة بعد هذا اللقاء، تاركًا النقابات في مواجهة عاصفة من الانتقادات من طرف نساء ورجال التعليم، بعد أن أصبحت هذه الأخيرة عاجزة عن الضغط أو التفاوض، مكتفية فقط بسماع ما يُتلى عليها من وعود حكومية.
وعكست التصريحات التي أدلى بها عدد من النقابيين خيبة أمل عارمة بعد الاجتماع، وسط تلميحات حذرة من أن الدخول المدرسي المقبل سيكون محطة حاسمة في مواجهة أسلوب تعامل الوزارة، التي وضعت جميع المطالب ذات البعد المالي في “ثلاجة التأجيل”.