مع الإعلان عن نتائج شهادة البكالوريا، تعم الفرحة آلاف البيوت، وتسطر لحظة فخر لكل طالب تعب واجتهد، لكن سرعان ما تتحول هذه الفرحة إلى سؤال كبير ومقلق لدى الكثير من التلاميذ وأوليائهم:
ماذا بعد البكالوريا؟
هذا السؤال ليس بسيطا، لأنه يرتبط بمستقبل الطالب الأكاديمي والمهني، ويؤثر بشكل مباشر على مسار حياته بالكامل، وهنا تكمن أهمية الإختيار السليم للتخصص، وهو قرار لا يجب أن يتخذ بعشوائية أو تحت ضغط المجتمع أو الأهل.
إن النجاح في البكالوريا هو في الحقيقة بداية مرحلة جديدة تتطلب قدرا كبيرا من الوعي والتخطيط، فاختيار التخصص الجامعي أو المهني يجب أن يكون مبنيا على:
ميولات الطالب واهتماماته.
قدراته العلمية والنفسية.
آفاق سوق الشغل في المستقبل.
النصيحة العلمية من المتخصصين في التوجيه والإرشاد.
وهنا يجب الإشارة إلى أنه في عصرنا الرقمي، أصبح الإعلام أكثر تأثيرا من أي وقت مضى، فبرامج التلفزيون، الفيديوهات التعليمية، المقالات الإلكترونية، كلها وسائل يمكن أن تلعب دورا مهما في:
تعريف الطلبة بالتخصصات المتاحة في الجامعات والمعاهد.
عرض تجارب طلبة سابقين ونصائح مهنية.
توجيه أولياء الأمور إلى أهمية دعم أبنائهم في اتخاذ القرار الصحيح.
تشجيع الطلبة على اللجوء إلى مستشاري التوجيه بدل الإعتماد فقط على الحدس أو رأي المحيط.
كما يجب أن يكون هذا الإعلام واعيا، احترافيا ومهنيا بعيدا عن الترويج العشوائي أو المضلل لبعض التخصصات دون غيرها.
وذلك لكي يقوم بالجمع بين إعلام توعوي مسؤول، وتفعيل دور مستشاري التوجيه في المؤسسات التربوية، هؤلاء المتخصصون قادرون على مساعدة الطالب في بناء صورة واضحة عن مستقبله، وتجنب اختيارات قد يندم عليها لاحقا.
إن مرحلة ما بعد البكالوريا مرحلة مفصلية، لا يجب الإستهانة بها، والإعلام التربوي مسؤول عن لعب دور إيجابي في نشر ثقافة التوجيه السليم، للطلبة وأوليائهم بأن القرار لا يؤخذ بشكل عشوائي، بل عن وعي وتخطيط واستشارة.
وفي الأخير أهنئ الناجحات والناجحين في امتحان البكالوريا، واقول لهم:
اجعلوا من نجاحكم بداية لمستقبل مشرق، لا تترددوا في طلب المشورة، وثقوا بأن التوجيه السليم هو أول خطوة نحو النجاح الحقيقي. وبالتوفيق للجميع.