في وقتٍ تعيش فيه الأسر المغربية على وقع الاحتفاء بنجاح أبنائها في امتحانات الباكالوريا، شهدت منصات التواصل الاجتماعي موجة تنمّر مقلقة استهدفت عدداً من التلاميذ المتفوقين، حيث تم جرى تداول صورهم مرفقة بتعليقات ساخرة ومستفزة.
ورغم أن النجاح المدرسي يُعد مناسبة للفخر والدعم، إلا أن البعض اختار تحويله إلى فرصة للتهكم والسخرية، في سلوك يعكس خللاً في تعامل جزء من المستخدمين مع قيم التميز و التفوق والاجتهاد.
هذه السخرية الموجهة نحو الناجحين وهي الظاهرة التي تنامت في الوسط الرقمي، تطرح تساؤلات عميقة حول نظرة المجتمع إلى التفوق، ومدى استعداد الفضاء الرقمي للقبول بالاختلاف وتقدير التميز و النجاح بشكل عام.
ويرى متابعون أن مثل هذه التصرفات لا تعكس فقط غياب ثقافة الاحترام، بل تشير أيضاً إلى اختلالات أعمق تتعلق بأزمة في منظومة القيم داخل المجتمع الرقمي، حيث أضحى التفوق عرضة للتقويض النفسي بدل أن يكون مصدر إلهام وتحفيز.
الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة أثارت استياءً واسعاً في صفوف عدد من النشطاء، الذين دعوا إلى وقف هذا النوع من التنمّر الإلكتروني، واحترام مشاعر التلاميذ وعائلاتهم، مشددين على أهمية خلق بيئة رقمية أكثر وعياً وإنصافاً.