أعرب المرصد الوطني لتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد بالمغرب، عن قلقه العميق، إزاء تفشي ظاهرة تسول الأطفال بمدينة سطات، التي باتت مشهدا يوميا في مختلف الشوارع والأحياء، ولا سيما في محيط المؤسسات العمومية والتجارية، مثل مركز البريد الرئيسي .
ووفقا لبيان صادر عن المرصد، تتوفر بلادنا24 على نسخة منه، فإنه خلال معايناته الميدانية، وقف على حالات مؤلمة لأطفال قاصرين، بعضهم لم يتجاوز الثامنة من العمر، يجبرون على التسول في ظروف مهينة وخطيرة، مما يجعلهم عرضة للاستغلال بمختلف أشكاله، وانتهاكا صارخا لحقوقهم المكفولة بموجب القوانين الوطنية والمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل.
وأضاف المصدر ذاته، أن استمرار هذه الظاهرة يعكس قصورا واضحا في منظومة الحماية الاجتماعية، وعجز الجهات المسؤولة عن اتخاذ التدابير الفعالة لاحتواء هذه الآفة .
وأكد على أنه رغم وجود مؤسسات يفترض أن تقوم بمهام الرصد والتتبع والإيواء، فإن غياب التدخلات الحاسمة يفاقم الوضع بشكل خطير .
وطالب المرصد من السلطات المحلية والإقليمية، وعلى رأسها عامل إقليم سطات، بـ اتخاذ تدابير عاجلة لحماية الأطفال من الشارع والاستغلال ، كما دعا إلى تفعيل دور الخلايا المحلية لحماية الطفولة، مع ربط المسؤولية بالمحاسبة إزاء أي تهاون في معالجة هذا الملف .
وأعلن المرصد الوطني لتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد بالمغرب، عزمه رفع تقارير مفصلة إلى الجهات الوزارية المختصة، وعلى رأسها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، لضمان تدخل فعّال على المستوى الوطني .
وأكد المصدر، على أن حماية كرامة الأطفال مسؤولية جماعية، تتطلب تحركا عاجلا من جميع الفاعلين، قبل أن تتحول شوارع سطات إلى فضاء دائم للضياع والحرمان .