recent
آخر المواضيع

بين السطور | أشباح فاتح ماي


فاتح ماي ليس مناسبة للفرح بكل تأكيد، وبغض النظر عن كونه عطلة رسمية بالنسبة للبعض دون البعض الآخر( )، فإن عيد العمال العالمي هو مناسبة لتجديد وتأكيد مطالب الشغيلة في هذا اليوم الذي أعدم فيه أربعة عمال فداء للمأجورين الذين يتعرضون للاستغلال البشع، ترك واحد منهم رسالة مؤثرة لابنه قال فيها: ولدي الصغير، عندما تكبر وتصبح شابا وتحقق أمنية عمري، ستعرف لماذا أموت، ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أنني بريء، وأموت من أجل قضية شريفة، ولهذا لا أخاف الموت، وعندما تكبر ستفخر بأبيك وتحكي قصته ..

فماذا سيحكي عمال اليوم( ) الذين فضلوا قضاء فاتح ماي هذا العام في بيوتهم أو في أنشطة ترفيهية مرتبطة بالعطلة( ) ؟ هل كان من الضروري أن يموت كل أولئك المناضلين من أجل هذا اليوم البئيس وهذه النقابات الانتهازية الفاشلة في التأطير والتأثير ؟

ما حدث في المغرب يوم فاتح ماي لهذه السنة، يطرح عدة علامات استفهام حول المستقبل الغامض( )، حيث لم يظهر في الساحة لا عمال ولا مأجورون، ولا زعماء سياسيون، ولا زعماء نقابيون، اللهم بعض الخطابات المكررة التي لا تمت للواقع بصلة، حيث كان أصحاب الميكروفونات يتحدثون عن الجماهير الشعبية في غياب الحشود، بينما كان آخرون يتحدثون عن قضية الأجور وقضية ساعات العمل الإضافية في غياب أصحاب القضية( )، وكأنهم يقولون كم حاجة قضيناها بتركها .

بؤس النقابات، وبؤس العمال، وبؤس التعبئة رغم الملايير المرصودة للعمل النقابي والحزبي، يفرض حتما إعادة النظر في هذه الكيانات التي تلتهم الميزانيات والحقوق على حد سواء.

ما فائدة الملايير إذا كانت تصب كلها في تعبئة المجموعات الانتهازية لدعم رئيس انتهازي لا قدرة له وأحيانا لا قوة( ) على النزول إلى الشارع، فضلا عن غياب المصداقية الذي يجعله عالة على الحوار الاجتماعي وليس جزء منه( ) ؟

الأمر ليس في صالح الحكومة، رغم أن رؤوسها يظنون العكس( )، وليس في صالح الشعب، وليس في صالح العمال، لأن دولة الرفاه والحماية الاجتماعية ومونديال 2030.. لن تقوم على أشباح لا علاقة لها بأرض الواقع، وبه وجب الإعلام..
 

google-playkhamsatmostaqltradent