recent
آخر المواضيع

نظرية الذكاءات المتعددة

Educa24
الصفحة الرئيسية

 

1- مفهوم الذكاء:

يعرف" المعجم الوسيط "الذكاء بأنه "قدرة على التحليل والتركيب والتمييز والاختيار، وعلى التكيف إزاء المواقف المختلفة."

والذكاء في قاموس التربية (intelligence) هو القدرة على التكيف السريع مع وضع مستجد، كما أنَّ الذكاء مُؤلّف من مجموعة من القدرات.

2- نظرية الذكاءات المتعددة:

فمن أوائل النظريات التي بحثت في الذكاء نظرية (سبيرمان)، التي تنظر إلى الذكاء بصورة بسيطة؛ حيث اعتقد هذا الباحث أنَّ الناس يختلفون في مدى ما يمتلكون من طاقة عقلية، ثم أتى آخرون بعد سبيرمان أمثال (ثيرستون) و(جلفورد) و(كاتل)، وهم الذين حددوا أبنية القدرات العقلية بتفصيل أكثر.

في عام (1983م) توصل جاردنر Oward Gardner لنظرية جديدة أطلق عليها نظرية الذكاءات المتعددة (Teory Multiple Intelligences)؛ حيث تختلف هذه النظرية عن النظريات التقليدية في نظرتها إلى أنَّ الذكاء الإنساني نشاط عقلي حقيقي، وليس مجرد قدرة للمعرفة الإنسانية؛ ولذلك الإنسانيَّة؛ بحيث تتعدى تقدير نسبة الذكاء."

هو سعى في نظريته هذه إلى توسيع مجال الإمكان.

3 - أنواع الذكاءات المتعددة:

فيما يلي عرض لبعض أنواع الذكاء التي قدمها (جاردنر).


 

الذكاء

التعريف

الذكاء اللغوي

هو القدرة على:

1-     استخدام اللغة الأم - أو غيرها من اللغات - شفويا أو تحريريًا بكفاءة؛

2-     للتعبير عن الأفكار والمشاعر؛

3-     والتواصل مع الآخرين والإقناع؛

4-     وطرح المعلومات وبيانها.

الذكاء المنطقي الرياضي

 

هو القدرة على:

1- التفكير الاستدلالي والاستنباطي والعلمي؛

2 - كما يتضمن القدرة على استخدام الأعداد بفاعلية؛

3 - والعلاقات المنطقية والتصنيف والتلخيص والاستنتاج والتعميم والحساب؛

 4 - واختيار الفروض وإجراء العمليات الرياضية بسهولة ودقة؛

5 - والتعامل مع الأفكار بشكل علمي.

الذكاء الجسمي الحركي

 

هو قدرة الفرد على:

1-     استخدام الجسم ككل أو أجزاء منه في إنجاز مهام محددة؛

2-     وحل المشكلات معينة، وإنتاج أشياء، والتعبير عن أفكار ومشاعر؛ الأمر الذي يستلزم قيام الجسم بحركات تتسم بالدقة والمهارة والانسجام والفاعلية.

الذكاء الاجتماعي

هو قدرة الفرد على:

1 - تكييف نفسه وفقًا لبيئته وما يستجد فيها من أوضاع اجتماعية بطريقة إيجابية وفعالة،

2 - كما يعني قدرته على حُسن الاجتماع علاقته بالآخرين من خلال التواصل والفهم والتفاعل والتعاون مما يؤدي إلى نجاحه في تحقيق رغباته، وتكيفه الاجتماعي، وإسعاد الآخرين بدرجة فائقة.

الذكاء الوجداني

هو قدرة الإنسان على:

1 - إدراك مشاعره أو عواطفه ومشاعر الآخرين؛

2 - وتنظيم الانفعالات التي تساعد على النمو العقلي والتعبير عنها؛

3 - وتحقيق السعادة لنفسه ولمن حوله وكسب محبتهم، وحل مشكلاتهم؛

4 - والتعاطف معهم وذلك بروح تتسم بالمثابرة؛

الذكاء الموسيقي

هو القدرة على:

1 - إدراك الصور الموسيقية،

2 - وتحويلها كما هو الحال عند المؤلف.

الذكاء الفني:

3 - إنتاج وتذوق الإيقاع، وطبقة الصوت واللحن.

الذكاء الفني

هو القدرة على:

1 - تذوق واستحسان وإنتاج الأشياء الجميلة.

2 - والقدرة على الرسم، وذلك من خلال عمل تصميمات وتكوينات من الخطوط والألوان تتسم بالتميز

الدقة.

 


 

4 - نظرية جاردنر والنظريات الأخرى:

يؤكد العديد من التربويين على أن عملية التعلم تحدث نتيجة للتفاعل بين بيئة التعلم بما تتضمنه من مناهج وطرق تدريس وأنشطة ووسائل من جهة، وبين استعدادات المتعلم وقدراته العقلية وسماته الشخصية من جهة أخرى، لهذا فان فهم المعلمين لنظريات التعلم وتطبيقها داخل الفصل من المتطلبات الأساسية للتدريس الفعال، فهي تعطي مؤشرا عن كيفية حدوث التعلم ومن ثم فإنها تساعد المعلم على اختيار الأساليب والاستراتيجيات التدريسية التي تتلاءم مع قدرات المتعلم وطبيعة المادة المتعلمة. وعلى الرغم من أهمية تطبيق نظريات التعلم في التدريس الا أن كثيرا من المعلمين يهملون ذلك حيث إنهم يركزون على المادة العلمية فقط دون مراعاة لقدرات واستعدادات التلاميذ المختلفة. وهذ ما أكدته دراسة (فايزة سدره، 2001، 187 206) حيث توصلت الدراسة إلى عدم اهتمام المعلمين لفهم وتطبيق نظريات التعلم داخل الفصل في المرحلتين الإعدادية والثانوية، كما أوصت الدراسة بضرورة فهم المعلمين لنظريات التعلم واستعمالها داخل حجرة الدراسة.

ولقد أكدت العديد من الدراسات على أهمية مراعاة قدرات المتعلمين والفروق الفردية بينهم، الأمر الذي يستوجب من المعلم إدراك هذه الفروق أثناء التدريس وعمل موائمة بينها وبين أساليب واستراتيجيات التدريس المستخدمة وذلك للوصول بالمتعلمين الى الحد الأمثل في الأداء. (محمد الشريف، 1992 ،132)

من هنا أصبح على المعلم أن يعتمد في تدريسه على نظرية أو أكثر من نظريات التعلم حتى لا يصبح عمله عشوائيا، وذلك أن التعرف على قدرات وحاجات المتعلمين يساعد على وضع الاستراتيجيات ما تتبناه الدراسة الحالية.

ومن النظريات التي تتبناها الدراسة الحالية نظرية الذكاءات (Multiple intelligences) لهوارد جاردنر Howard Gardner والتي تعد من اهم الأفكار الحديثة مجال التعليم، حيث يرى جاردنر  Gardnerأن المتعلمين لديهم خصائص منفردة ومواهب مستقلة كما لديهم تفضيلات مختلفة لكيفية تعلمهم وكيفية استجاباتهم لمواقف التعلم وبذلك فهم يختلفون في تفضيلاتهم لاستراتيجيات وأساليب التعلم.

وقد قام جاردنر Gardner (وهو عالم النفس الأمريكي الشهير لأول مرة بنشر نظريته عن الذكاءات المتعددة) عام (1983) في كتابه "الأطر العقلية"، " Frames of Mind "، وفيها يرفض جاردنر Gardner فكرة الذكاء الواحد ويؤكد على وجود العديد من القدرات العقلية المستقلة نسبيا لدى كل فرد أطلق عليها " الذكاءات البشرية " لكلا منها خصائصها وسماتها الخاصة بها ( 1997,127 ,(How.

وبذلك تختلف نظرية جاردنر عن نظريات الذكاء الأخرى (بياجيه والنظرية السيكومترية) والتي تقول أن الذكاء في بنية متكاملة والأداء في مهمة ما يرتبط بالأداء في مهام أخرى، حيث أوضح جاردنر من خلال ملاحظته لأطفال ما قبل المدرسة أن ذلك غير صحيح، فكثيرا من معلمي أطفال ما قبل المدرسة كما قال يدركون أنه يمكن أن يكون لدى طفل مهارات العلاقات بين الأشخاص ذكاء اجتماعي / أحد أنواع الذكاء) بينما يكون لدى طفل آخر تفكير عددي (ذكاء رياضي / نوع آخر من أنواع الذكاء)، كما لاتظهر هذه الميول والنزعات فجأة بل من خلال مرور الأطفال بمواقف وأنشطة تحتوى على هذه الذكاءات. كما يرى جاردنر أن الذكاء هو:

1 - قدرة على إنتاج شيء ذو قيمة في ثقافة المجتمع.

2 - مجموعة مهارات تمكن الفرد من حل مشكلات الحياة.

3 - إمكانية خلق حلول للمشكلات التي تتضمن جمع معلومات جديدة.

وقد استمد جاردنر Gardner نظريته من الأبحاث التي أجراها على المخ والتي شملت المقابلات والاختبارات والأبحاث التي أجريت على الأفراد (1998- 65 ,Nelson)، ثم دعمها بالأبحاث التي أجراها في مختلف المجالات كعلم النفس التطوري أو التنموي وعلم النفس المعرفي الإنساني والقياس النفسي وعلم النفس العصبي والدراسات البيو-وجرافية المتعلقة بالشخصية ( 19 2000 ,Brien et al).

                                                 5 - انواع الذكاءات المتعددة:

وعلى الرغم من أن خلاصة أبحاث جاردنر Gardner في تحديد "الذكاءات المتعددة" (بدأت بسبعة ذكاءات عام (1983)، اإلا أنه بأبحاثه ودراساته المستمرة في هذا المجال فإنها جاءت لتتضمن ثمانية ذكاءات، ثم طورت النظرية (1999) وأصبحت تتضمن تسعة ذكاءات متعددة حددها جاردنر كما يلي (2000 ,Scherer, 1999),( Edwards, 2000) : (Gardner)

1 - الذكاء اللغوي:

وهو القدرة على استخدام الكلمات بفاعلية سواء شفاهيا أم كتابيا، ويتضمن السهولة في إنتاج وتقديم اللغة والحساسية إلى الفروق الدقيقة التي لا تكاد تذكر بين الكلمات، وترتيب وإيقاع الكلمات، ويستخدم هذا الذكاء في الاستماع والكتابة والقراءة والتحدث.

2 - الذكاء الرياضي - المنطقي:

وهو القدرة على استخدام الأرقام بفاعلية والتعرف على العلاقات المجردة وعمل علاقات وارتباطات بین مختلف المعلومات، والتفكير بطريقة استدلالية استنتاجية مع الإقناع الجيد، يظهر عند علماء الرياضيات والمحاسبين والمحللين والماليين.

3 - الذكاء المكاني:

وهو القدرة على إدراك العالم بدقة وتكوين صورة عقلية لحل المشكلات المكانية، ويتضمن الذكاء المكاني أيضا القدرة على فهم وإدراك وتحليل العلاقات بين الأشكال الهندسية، يظهر عند الجغرافيين والمهندسين

وبعض الألعاب مثل الشطرنج.

4 - الذكاء الحركي / الجسمي:

وهو القدرة على استخدام الجسم للتعبير عن المشاعر والأفكار، وحل المشكلات، يظهر في الآداء الرياضي.

5 - الذكاء الموسيقي:

وهو القدرة على التعبير عن الأشكال الموسيقية وإدراكها، وخلق المعاني التي يتكون منها الصوت والتعبير عنها، والإحساس بالنغمات والإيقاعات والجرس الموسيقي، ويظهر هذا الذكاء عند الموسيقيين ومهندسي الصوت.

6 - الذكاء الاجتماعي:

وهو القدرة على فهم الآخرين وإدراك الفروق بين الأفراد، خاصة ما يتصل بدوافعهم ومشاعرهم وأهدافهم ونواياهم والتصرف في ضوء ذلك، يظهر هذا الذكاء عند القادة الاجتماعيين.

7 - الذكاء الذاتي:

وهو القدرة على معرفة الذات وفهمها والتصرف على أساس هذه المعرفة، أي أن الفرد يكون قادرا على معرفة اهدافه ونواياه وتكوين صورة حقيقية عن نفسه بما تتضمنه من جوانب ضعف وقوة.

8 - الذكاء الطبيعي:

وهو القدرة على فهم الطبيعة والتمييز بين الأشياء الحية كالنبات والحيوانات والصخور، كما يتضمن هذا الذكاء حساسية الفرد لعناصر الطبيعة الغير الحية كالصخور والسحاب والمعادن، يظهر هذا الذكاء عند علماء النبات والحيوان والجولوجيين.

9 - الذكاء الوجودي:

يشير هذا الذكاء إلى النزعة الإنسانية في طرح الأسئلة لمعرفة أسرار الوجود مثل: من نحن؟ من أين أتينا؟ ولماذا نموت؟ كما يساعد علي معرفة العالم اللامرئي والخارجي (الغيبي)، يظهر هذا الذكاء عند الفلاسفة.

وقد كان جاردنر Gardner يرى الذكاء الوجودي نصف ذكاء حيث أنه كان غير قادر على تحديد الموقع أو المكان البيولوجي له في مخ الإنسان، ولكن مع أبحاثه المستمرة في مجال الذكاءات المتعددة تأكد من صحة وجوده لدى البشر، ومازال البحث جاريا لاكتشاف المزيد من الذكاءات (2000 ,Connell).

6 - الملامح العامة لنظرية الذكاءات المتعددة:

حدد جاردنر Gardner الذكاءات المتعددة وفقا لثمانية معايير هي بمثابة أدلة أو شروط علي صحة وجود هذه الذكاءات لدى أي فرد أو اكتشاف المزيد من الذكاءات وهي:

1- أن يكون لكل ذكاء تاريخ تطوري مستقل.

2 - أن يكون لكل ذكاء عملية أو مجموعة من عمليات معالجة المعلومات للقدرة على التعامل مع الأنواع المختلفة للمحتوي المعرفي.

3 - العزلة المحتملة الناتجة من تلف بالمخ Potential isdation by brain damage.

4 - وجود أدلة لأفراد غير عاديين أو استثنائيين.

5 - تاريخ تطوري أو نشوئي وقبول ظاهري تطوري.

6 - المساندة والتدعيم من المهام النفسية التجريبية.

7 - المساندة والتدعيم.

8 - القابلية للتحويل إلى:

القياس السيكولوجي (قياس سرعة العملية العقلية ودقتها).

النظام الرمزي.

ويحاول جاردنر أن يبرهن على العوامل الوراثية المسببة للذكاءات، فبالنسبة لأبحاث الوراثة فقد دلت على أن التعلم حصيلة عملية التكيف (التعديل) في الارتباطات والعلاقات المتشابه بين خلايا المخ، فالعناصر الرئيسية لأنماط التعلم المختلفة وجدت في أجزاء خاصة بالمخ حيث حدوث التحولات المتماثلة لخلايا المخ، وهكذا فأنماط التعلم المختلفة نتجت عن الارتباطات المتماثلة في أجزاء المخ المختلفة وإذا حدث تلف لأحد هذه الأجزاء تتأثر عملية التعلم بها، على سبيل المثال: تلف منطقة بروكا من المخ ينتج عنه فقدان قدرة من قدرات الاتصال اللفظي اللازم لبناء الجملة، وهذا التلف هو المسبب للفهم الخاطئ للقاعدة اللغوية واستخدام الكلمة.

 وفي ذلك يقول جاردنر Gardner في مقابلة معه: "أنه عندما يصاب الفرد في إحدى أجزاء مخه، فإن القدرة التابعة لهذا الجزء تفقد، لكن هذا لا يعني أنه فقد باقي قدراته، فالشخص الذي يفقد قدرته الموسيقية لتلف مركزها في المخ مازال يتحدث لأنه لم يفقد قدرته اللغوية، أي أن الشخص عندما يفقد إحدى قدراته فهذا لا يعني أنه فقد ذكاءه، وذلك لأنه ليس لديه نوع واحد من الذكاء بل مازال لديه العديد من الذكاءات الأخرى".

وباستعراض تلك المعايير السابقة يتضح أن جاردنر Gardner ترك المجال مفتوحا لاكتشاف المزيد من الذكاءات على شرط أن تتوافر فيها تلك الشروط والمعايير السابقة لإثبات صحة وجودها لدى الأفراد.


 

وفي محاولة بعض التربويين لتقييم صدق النظرية قام here) 1997-19) ببناء مقياس التقييم البنائي للذكاءات المتعددة عند الأطفال (MIDAS) لقياس الذكاءات المتعددة كبديل لمفهوم الذكاء الواحد (العام)، ومن خلال التحليل العاملي لمفردات المقياس (80) مفردة، توصل الباحث إلى وجود مالا يقل عن سبعة عوامل مستقلة للذكاء لدى كل طفل من أطفال عينة الدراسة، وهذا ما يؤكد صدق النظرية.

ويرى جاردنر Gardner أن هذه الذكاءات ليست ثابتة بل يمكن تنميتها طول حياة الإنسان، كما أنها تصبح أكثر تميزا و وضوحا كلما كبر الإنسان.

وقد قسم جاردنر Gardner الأفراد إلى ثلاث فئات فئة لهم ذكاءات متعددة عالية النمو وفئة لها ذكاءات متعددة متوسطة النمو وفئة ثالثة قليلة النمو في هذه الذكاءات.

أي أن هناك فروق فردية بين الأفراد في الذكاءات، فكما يختلف الناس في شخصياتهم يختلفون في عقولهم، فبعض الناس يـ يمتلكون قدرا عاليا من هذه الذكاءات والبعض الأخر متوسط والبعض الثالث حظه منها قليل، وترجع هذه الفرو روق إلى عوامل وراثية أو عوامل ثقافية من حيث درجة العناية والاهتمام بهذه الذكاءات.

كما أن الأفراد يمكنهم التميز في واحد أو أكثر من الذكاءات. فإذا كان أحد الأفراد دون المتوسط في نوع من أنواع الذكاء كالذكاء الموسيقي مثلا فربما يكون فوق المتوسط في ذكاء آخر كالذكاء الاجتماعي. ويؤمن جاردنر Gardner بالعلاقة التكاملية بين الذكاءات، فعلى الرغم من أنها مستقلة إلا أن هذا الاستقلال من الناحية التشريحية فقط حيث تعمل هذه الذكاءات معا متفاعلة ومتعاونة في حل ما يواجهه الإنسان من مشكلات في حياته.

وفي ذلك يقول جاردنر Gardner بالرغم من أن هذه الذكاءات مستقلة، إلا أن ذلك من الناحية التشريحية فقط حيث أنه نادرا ما يعمل كل ذكاء بمفرده عن الآخر، فكل فرد يملك العديد من الذكاءات المستقلة إلا أنها في النهاية تعمل معا وتتحد لابراز شخصية كل فرد، فالراقص مثلا يستخدم ذكاءه "الموسيقي" لفهم النغمات، وإدراك الألحان ثم على أساسها يحدد رقصاته وحركاته كتعبير عن هذه الألحان (ذكاء حركي)، ويقدمها بطريقة مثيرة لجذب انتباه المشاهدين (له ذكاء اجتماعي)، ويقدم هذه الرقصات علي أساس قدراته فلا يرقص رقصه هو لا يدركها أو يعرفها أو يقدم حركة صعبة لا يستطيع أدائها أمام المشاهدين (ذكاء شخصي)، ويقدم حركاته ورقصاته وفقا لأبعاد المكان الذي يرقص فيه (ذكاء مكاني).

وعلى نفس المنوال يسير التعلم فعلى سبيل المثال في مادة الجغرافيا يقوم المعلم بعرض خريطة طبيعية لمصر، ويطلب من أحد الطلاب استخدام الخريطة في تحديد موقع مصر الجغرافي (ذكاء مكاني)، وتحديد موقعها الفلكي باستخدام خطوط الطول ودوائر العرض (ذكاء رياضي)، وفي أثناء ذلك يستخدم الطالب (ذكاءه اللغوي) في الشرح والوصف، و (ذكاءه الاجتماعي) في العرض بطريقة جذابة وشيقة أمام زملائه، وذكاءه الذاتي في استغلال قدراته في العرض أمام زملائه، وفي نهاية الحصة يقوم المعلم بتدريب الطلاب على رسم خريطة موقع مصر (ذكاء حركي).

وقد جاءت دراسة أوسبيم (1995 ,seme ( seme et al لتؤكد آراء جاردنر حيث أثبتت أن قدرات الذكاءات المتعددة لجاردنر ليست منفردة أو مستقلة، ولا يمكن تقييمها بصورة دقيقة عن طريق اختبارات الورقة والقلم فقط.

وبذلك يتضح أن مفهوم الذكاء قد تغير كثيرا، فبعد أن كان الذكاء يمثل قدرة عقلية عامة واحدة أصبح يمثل العديد من القدرات العقلية اللانهائية والمتكاملة والتي يستفيد بها الفرد في حل ما يواجهه من مشکلات.

من هنا عرف جاردنر Gardner الذكاء على أنه "القدرة على حل المشكلات أو القدرة على إنتاج شيء ذو قيمة في واحد أو أكثر من الفئات الثقافية أو الاجتماعية" (1993,5 ,Gardener). ومن هذا التعريف يتضح أثر الثقافة على الذكاءات حيث يري جاردنر أن نظريته نبعت من الأشياء القيمة والتي تقدر في المجتمع أو العالم.

وقد وضعت القيمة الثقافية للذكاءات طبقا للقدرة على أداء مهام محددة تزيد الدافع والذي بدوره يساعد على جعل الفرد ماهرا في آداء هذه المهام. وهكذا فعندما تكون الذكاءات مرتفعة ومتطورة عند الأفراد في مجتمع ما، تكون منخفضة وغير متطورة في مجتمع آخر (27 Brualdi). وهذا يعني أن كل نوع من أنواع الذكاء يظهر في كل ثقافة بالشكل الذي تقدره هذه الثقافة وترضى عنه، فمثلا الذكاء المكاني قد يظهر في علم الهندسة في ثقافة تقدره وقد يظهر لعبة الشطرنج في ثقافة أخرى تعترف بها وتقدرها.

7 - نقد النظرية:

وبالرغم من ذلك لم تسلم نظرية جاردنر من النقد الموجه إليها، فبعض النقاد يرى وجود بعض القصور في النظرية كالآتي:

1 - عدم صحة أو منطقية النظرية لأنه لا توجد اختبارات محددة لقياس الذكاءات المتعددة.

2 - التوسع في تعريف مصطلح الذكاء أكثر من الحد اللازم.

3 - اعتماد جاردنر في أفكاره على الأسباب والبديهة أكثر من اعتماده على دراسات البحث التجريبي.

4- يرى جاردنر عدم التماثل أو التعادل بين الذكاءات في الأهمية أو القيمة من مكان إلى آخر، والنقاد يرون العكس صحيح.

5 - نظرية جاردنر ليست جديدة فهي لا توضح فكر جديد للبناءات المتعددة للذكاء حيث أول من وضع التعدد في القدرات هو (1938) LL. Thurstone ومن هذه القدرات العلاقات المكانية والفهم اللغوي والذاكرة.

وعلى الرغم من النقد الموجه للنظرية الا ان الباحثة تبنتها في بحثها وذلك لأنه يمكن الرد على هذه الانتقادات كالآتي:

1 - لا توجد اختبارات محددة لقياس الذكاءات المتعددة، وذلك أن اختبارات الورقة والقلم ليست كافية لقياسها، لأن كل ذكاء له عدة طرق في قياسه. فمثلا الذكاء المكاني يمكن قياسه وتقييمه بسؤال شخص ما عن كيفية معرفة طريقه أو اتجاهه في مكان غير مألوف له. وشخص آخر نطلب منه حل لغز مجرد ومعقد، وذلك أن كل ذكاء يظهر بصورة مختلفة من شخص لآخر، وقد جاءت دراسة أوسبيم لتؤكد آراء جاردنر حيث أثبتت أن قدرات الذكاءات المتعددة لجاردنر ليست منفردة او مستقلة ولا يمكن تقييمها بصورة دقيقة عن طريق والعلم فقط.

2 - توسع جاردنر في مصطلح الذكاء وذلك لأنه يرى أن نظرية الذكاءات المتعددة تساعد على فهم الفكر والمظاهر المعرفية للعقل البشري، أما التعريف التقليدي للذكاء يعتمد على تحديد مستوى الذكاء عن طريق الاجابة فقط على اختبارات الذكاء التقليدية وبذلك يكون تعريف الذكاء ناقص وبه قصور.

 3 - اعتماد جاردنر في إثبات نظريته على الأبحاث التي أجراها على المخ، والتي شملت المقابلات والاختبارات التي أجريت على الأفراد، ثم دعمها بالأبحاث التي أجراها في مختلف المجالات كعلم النفس التطوري وعلم النفس المعرفي والقياس النفسي وعلم النفس العصبي والدراسات البيوجرافية المتعلقة بالشخصية، كما وضع عدة معايير لإثبات وجود كل نوع من أنواع الذكاء وترك المجال للآخرين لإثبات صحة أفكاره.

4 - لا تتماثل الذكاءات المتعددة من مكان لآخر أو من بلد لآخر في الأهمية أو القيمة، فعلى سبيل المثال يأخذ الذكاء الرياضي والذكاء اللغوي القيمة والاهتمام الأكثر في الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا في حين أن الذكاء الحركي يأخذ القيمة الاكبر في دول مثل دول شرق أوروبا (الجمباز) ودول الشرق الأوسط (كرة القدم). كما أن الذكاء الواحد يظهر بصور مختلفة من شخص لآخر فالذكاء المكاني يظهر عند شخص ما في علم الهندسة ويظهر عند الآخر في لعبة الشطرنج وكل مجال منهما له المكان الذي يوقره ويهتم به.

5 - نظرية جاردنر تمثل فكر جديد ومتطور، باستمرار فكل ذكاء يمثل مجموعة مهارات وقدرات متعددة وإمكانيات لحل المشكلات المعقدة وبذلك النظرية أعم وأشمل وأحدث من افكار L.L. Thurstone، كما أن جاردنر لم يضع النظرية فقط بل استمر يطور ويعدل ويضيف إليها حتى الآن.

6 - بناء النظرية وإطارها يجعلها من أفضل النظريات للتطبيق في مجال التعليم وهذا ما أكده العديد من التربويين مثل دراسة Hoerr هوير (Hoerr 2000) فمن خلال تجربته الشخصية في تطبيق النظرية في التعليم توصل إلى أنه على الرغم من أن جاردنر ليس هو الوحيد الذي اقترح فكرة الذكاء المتعدد، إلا أن نظريته تتميز عن غيرها بسعتها وأساسها المعرفي وتطبيقاتها التربوية، مثل:

1 - تصميم الدروس على أساس مفهوم الذكاءات المتعددة.

2 - توفير مناهج تعليمية متعددة التخصصات.

3 - تصميم وإعداد مشروعات وبرامج لتنمية الذكاءات المتعددة.

ويمكن تلخيص النظرية كالآتي:

1 - كل متعلم له عقلية فريدة خاصة به.

2 - كل متعلم يمتلك العديد من الذكاءات وليس ذكاء واحدا.

3 - كل ذكاء قابل للنمو على كافة مراحل التعليم المختلفة.

4 – جميع الذكاءات متفاعلة ومتكاملة مع بعضها البعض.

5 - يستخدم المتعلم جميع ذكاءاته في التعلم.

وهذا يعني إمكانية تنمية الذكاءات على مراحل التعليم المختلفة وتطوير العملية التعليمية، وذلك بتوفير العديد من الأساليب والأنشطة والإستراتيجيات التدريسية المختلفة والمناسبة لها.

8 - الذكاءات المتعددة والتدريس:

وفقا لنظرية جاردنر Gardner، وجه کاریرو ( 18 1998 Carriero Carriero ) أنظار المعلمين إلى ذكاءات طلابهم المتعددة، حيث طالب المعلمين بعدم النظر إلى ذكاء طلابهم على أنه ذكاء واحد بل العديد من الذكاءات المتفاعلة والمتكاملة فيما بينها، كما تؤكد كامبل Campbell Campbell على أهمية توفير أدوات وطرق التعلم المختلفة لتنمية كافة ذكاءات المتعلمين.

ولما كان التعليم يركز على الذكاء اللغوي والذكاء الرياضي المنطقي فقط، فقد نادي جاردنر بضرورة وضع واستخدام استراتيجيات تدريسية متنوعة بما يتلاءم وكافة أنواع الذكاءات، ثم إدماجها مع تخطيط وتنفيذ الدروس (,Bassani & Semenoff).

وقد أكد Hoerr هوير ( 2000 Hoer) ذلك، فهو يرى أن نظرية الذكاءات المتعددة ما هي إلا إعطاء الطلاب الفرص لاستخدام كافة ذكاءاتهم داخل الفصل وعدم الاقتصار على الذكاءين الرياضي المنطقي واللغوي فقط.

وانطلاقا من ذلك قام أرمسترونج  (1994,6684 ,Armstrong )بوضع العديد من ستراتيجيات وأساليب التدريس وفق كل ذكاء، حيث أن لكل ذكاء استراتيجيات وأساليب تدريسية تناسبه وتنميه وهي كالآتي:

1 - استراتيجيات تدريس الذكاء اللغوي:

- الأسلوب القصصي.

- العصف الذهني.

- التسجيل الصوتي.

2 - استراتيجيات تدريس الذكاء الرياضي / المنطقي:

- المعالجة الرقمية أ، الحسابية.

- سؤال سقراطي.

- الجهد الذاتي.

- التحاور النقدي.

3 - استراتيجيات تدريس الذكاء المكاني:

- التخيل أو التصور.

- الخيال والقصص.

- الرموز اللونية والبيانية.

4 - استراتيجيات تدريس الذكاء الحركي الجسمي:

- المفاهيم الحركية.

- الخرائط الجسمانية.

- التفكير باليدين.

5- استراتيجيات تدريس الذكاء الموسيقي:

الإيقاعات والنغمات والألحان.

- المفاهيم الموسيقية.

- الأغاني.

6 - استراتيجيات تدريس الذكاء الاجتماعي:

- التقليد والمحاكاة.

- تعبيرات الأخرين.

- ألعاب الورق.

- المجموعات المتعاونة.

7 - استراتيجيات تدريس الذكاء الذاتي:

- تحديد الأهداف.

- دقيقة للتأمل والتفكير.

- الربط الذاتي الربط بين الخبرات الشخصية والتعلم.

وقد أضافت كامبل Campbell لهذه الاستراتيجيات السابقة استراتيجيات تدريس الذكاء الطبيعي وهي:

- الاعتناء بالحيوانات الأليفة والحياة البرية والحدائق والمنتزهات.

- استخدام بعض الأجهزة كالمجهر والتلسكوب.

- كتابة موضوعات تخص البيئة المحيطة.

- تدوين الملاحظات: التغيرات الحادثة في البيئة المحلية.

وكما دعى Gardner جاردنر (21, 1997 ,Gardner) التربويين إلى استخدام استراتيجيات متعددة في التدريس، دعاهم أيضا إلى ضرورة الاتحاد والعمل سويا لخلق المزيد من الفرص التعليمية لجميع الطلاب داخل الفصل الواحد، وبهذا فقد أكد جاردنر على ضرورة تقديم أنشطة متعددة ومتنوعة للمتعلمين تتلائم مع ما لديهم من ذكاءات وتراعي ما بينهم من فروق مما يساعد على حل المشكلات وتنمية الإبداع الفكري لديهم.

ولقد استجاب العديد من التربويين لنظرية جاردنر، وقاموا بإعداد أنشطة متطورة تساعد المعلمين في إعداد بيئات ليست تربوية فقط، ولكن مثيرة ومرحة أيضا. وتستخدم هذه الأنشطة بطرق متعددة ومختلفة لتحريك المتعلمين وزيادة قيمة دراستهم.

9 - نظرية الذكاءات المتعددة وتطبيقاتها في مجال التربية والتعليم والآفاق المستقبلية:

 

أنواع الذكاء

مظاهره

طرق التدريس

الوظائف المستقبلية

الذكاء اللفظي / اللغوي

 

قراءة التلميذ الكلمة، وتحليلها، والتعرف على حروفها، والنطق بها، أو قراءة الجمل وتحليلها إلى كلماتها.

تحليل الاستخدام اللغوي.

حلقات نقاشية.

لعب الأدوار.

العصف الذهني.

مدرس لغات / الصحافة / الترجمة / التأليف.

الذكاء المنطقي الرياضي

القدرة على التفكير بالاستنتاج والاستنباط الرياضي، التسلسل المنطقي والرقمي لإيجاد علاقات بين المعلومات.

طريقة حل المشكلات / أداء التجار / إثارة التساؤلات.

مدرس للرياضيات / مبرمج للكمبيوتر / الهندسة / المحاسبة / وظائف العلوم الرياضية .

الذكاء الحركي/الجسدي

التحكم بحركة الجسد والتعامل بمهارة في الأشياء المحيطة / التعبير عن النفس عن طريق الحركة / امتلاك القدرة على التوازن والتوافق بين العين واليد.

في لعب الأدوار / التعلم بالعمل الذكاء الحركي / الأشياء المحيطة / التعبير عن النفس عن والممارسة الرحلات الميدانية والخرجات الدراسية، الألعاب التنافسية والتعاونية.

مدرس للتربية الرياضية / أبطال العاب القوى / رجال الإطفاء الذكاء الشخصي / الجماعي (التفاعلي).

 

العمل بفعالية مع الآخرين وفهمهم، وتحديد أهدافهم و حوافزهم و تداول الأفكار مع الآخرين.

العمل في مجموعات صغير أو كبيرة (التعليم التعاوني).

التدريس بالفريق.

المناقشات بأنواعها.

المستشارون / رجال السياسة / رجال الاعمال / موظفو المبيعات / قادة المجموعات.

الذكاء الشخصي / الذاتي

تعرف المتعلم على مكامن القوة والضعف لديه / اتخاذ القرار المعتمد على حاجات المتعلم ومشاعره وأهدافه الذاتية.

التعليم والتثقيف الذاتي، التعود على البحث عن المعلومات وتطويرها خارج الفصل الدراسي.

واضعوا النظريات / مجالات البحث والاستشارة.

الذكاء الإبداعي

الإحساس بالمقامات.

تجويد القرآن الكريم.

شيخ للقراءة / مدرس ومحفظ للقرآن الكريم و تجويده.

الذكاء الطبيعي

الرغبة في زيارة المحيط الخارجي (حدائق - غابات - أنهار - جبال) / ملاحظة الحيوانات وتربيتها / جمع وتصنيف أنواع النباتات /

الاهتمام بالظواهر الطبيعية ورصدها (خسوف - كسوف - زلازل - براكين) / مطالعة المصادر كتب - برامج - أفلام التي تهتم بالطبيعة والعلوم والكائنات الحية.

- الرحلات الميدانية.

- زيارة المتاحف.

- القيام بمشروعات ترتبط بالنبات والحيوان والكتابة عنها.

 

ملاحظ أو باحث في حديقة حيوان أو متحف طبيعي / عضو في منظمة بيئية أو رعاية الحيوان / باحث في مجال الجيولوجيا أو الفضاء / مقدم نشرة جوية.

الذكاء البصري / الفضائي

القدرة على تصور الأشكال وصور الأشياء في الفراغ (الفضاء) والقدرة على الرؤية والتمثيل الخطي.

استخدام الوسائل التعليمية، خاصة الصورة، والرسوم، والخرائط والأشكال البيانية، التخيل والتأمل.

الفن المعماري / التصميم الداخلي / الهندسة / الفن المرئي/ وظائف الإبحار / اختراع الأشياء / أعمال الميكانيك.

 

وخلاصة القول أن هذه النظرية تتجلى أهميتها في استحضار الفروق الفردية بين المتعلمين؛ إذ يمكن التمييز بين متعلمين لهم قدرة فائقة على الاستنباط والاستنتاج، في حين فئة أخرى بارعة في التحليل اللغوي، بينما الفئة الثالثة تظهر مهارتها في تفاعلها مع الآخرين، وهكذا دواليك.
google-playkhamsatmostaqltradent