recent
آخر المواضيع

في الحاجة إلى وظائف جديدة بقطاع التعليم

لا يخفى على الجميع، أهمية قطاع التعليم، ومركزية المدرسة العمومية في كونها نواة أساسية لبناء مجتمع صلب، مثقف، وقادر على النهوض والرقي بمستوى اقتصاد البلد، وتطوير جميع مناحي الحياة اليومية.

غير أن المدرسة العمومية، عانت ولا تزال من اختلالات هيكلية عميقة، حاولت الحكومات المتعاقبة إصلاحها بأشكال عديدة، وبرامج إصلاحية تعددت طرقها ومناهجها، لكنها وبكل أسف، لم تكن شمولية في مقاربتها، بل اكتفت بكل ما هو متعلق بالمناهج الدراسية، والبنايات، وغيرها من الإصلاحات الظاهرية ذات الطابع التقني، والتي استنزفت ولا تزال أموالا طائلة، دون أن تتمكن من تحقيق الشعارات التي يمكنها أن تجعل من المدرسة المغربية جذابة، وفاعلة في محيطها، ومنتجة بالتالي لنخبة جديدة من المثقفين على المدى المتوسط.

ومن النقط الهامة التي تم إغفالها عن قصد أو دونه الارتقاء بالعنصر البشري من خلال تحسين الوضعية المادية والمكانة الرمزية داخل المجتمع بشكل عام، ولعل ما يعانيه الأساتذة من حاملي الشهادات من تجاهل شبه تام لملفهم، رغم التنصيص القانوني على إمكانية تغيير الإطار والدرجة، خير مثال على هذه النقطة.

كما أن الاستقرار النفسي والأسري المندرج ضمن خانة الأمن الوظيفي، من شأنه أن يحفز بشكل أكبر، فئة عريض من الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، أو الأساتذة أطر الأكاديميات، على العطاء بشكل أفضل، وبالتالي تحقيق الجودة المنشودة.

من جهة أخرى فإن قطاع التعليم يحتاج إلى وظائف جديدة، وموظفين جدد داخل المدرسة العمومية، من شأنهم إعطاء دينامية جديدة لإصلاح القطاع من الداخل، بدلا من استيراد نماذج قد لا تلائم بالضرورة النموذج المغربي. ومن بين الوظائف التي يمكن خلقها داخل المدراس، والتي يفترض أن تتم داخل إطار الميزانية الحكومية المخصصة للوظيفة العمومية:

- طبيب وممرض المدرسة، حيث من المفترض وجودهم داخل كل مدرسة عمومية على حدة، وتدخلهم في حالة الضرورة كالحوادث المدرسية لا قدر الله.

- المساعد الاجتماعي / النفسي: والذي يفترض اشتغاله بشكل وثيق جنبا إلى جنب مع خلية اليقظة المحدثة داخل كل مؤسسة في إطار التشريعات الجاري بها العمل، قصد التدخل للدعم النفسي للمتعلمين الذين هم في حاجة إلى ذلك.

- مسؤول عن تجهيزات المؤسسة ووسائلها التعليمية: ويكون مسؤولا عن جرد ممتلكات المدرسة ووسائلها التعليمية، فضلا عن توفيرها لمن يحتاجها من الأساتذة.

- مسؤولون عن المطبخ المدرسي (الذي يفترض توفيره أيضا): وهم طباخون، ومساعدون لهم يقومون بالإشراف على عملية الإطعام المدرسي.

- أساتذة الدعم التربوي: وهم أساتذة لم يكتمل جدول حصصهم، أو أساتذة متفرغون للدعم التربوي، يقومون بهذا الدور خارج أوقات العمل الرسمية فقط.

هذا فيض من غيض، نتمنى أن يلاقي آذانا صاغية من المسؤولين، الذين يتغنون بالإصلاح، والذي لا شك أنه سيحقق قفزة نوعية بالمدرسة العمومية إلى الأمام، ويجعل دورها أكثر فاعلية وعطاء، وسيحل جزءا هاما من مشكل البطالة الذي يعاني منه عدد كبير من شبابنا الطموح.

google-playkhamsatmostaqltradent