recent
آخر المواضيع

أهمية الدرس اللغوي في التعليم الابتدائي

educa24maroc
الصفحة الرئيسية

 

- التعبير الشفوي: يروج هذا المكون مجموعة من القواعد اللغوية، في أنظمتها المختلفة، بكيفية ضمنية ؛ فالتلميذ عندما يحاكي الكلام أو يعبر عن موضوع ...، فإ نه يقوم باستضمار النسق اللغوي ، رابطا ذلك بالمواقف والوضعيات التواصلية المختلفة.

- الـقـراءة: يعزز الدرس اللغوي مهارة المتعلم في القراءة والفهم والتحليل، عن طريق توظيفه، أثناء القراءة، القواعد اللغوية التي تعلمها، استضمارا أو تصريحا. وفي مقابل ذلك، يكتسب القواعد اللغوية، بالاستضمار( يستضمر الهياكل اللغوية التي اتخذها الكاتب قوالب لأفكاره ) وعن طريق التصريح أثناء الاستثمار؛ فهناك عملية تبادلية ( أخذ وعطاء) بين المكونين. وما النص التطبيقي إلا نص قرائي؛ يقرأ كتابة، ويستثمر قرائيا ولغويا.

- الإنـشـاء: إذا كان الدرس اللغوي وسيلة، فإن الإنشاء/ التعبير الكتابي يعتبر غاية؛ ففيه يوظف المتعلم مكتسباته من الدرس اللغوي، ومن درس القراءة أيضا، فيتمكن بذلك من استعمال القوالب اللغوية المناسبة للمعنى المراد إيصاله إلى الغير والأفكار المراد التعبير عنها.

بـنـاء الـبرنـامــج

جاء في الكتاب الأبيض، في باب " مبادئ واعتبارات عامة ":

في بناء برامج اللغة العربية للسنوات الست للسلكين الأساسي والمتوسط من التعليم الابتدائي، تم استحضار مجموعة من الاعتبارات، واعتماد عدد من المبادئ العامة التي تفرضها خصوصيات متعلم هذه المرحلة، وطبيعة المادة، وديداكتيك مكوناتها، والرغبة في تمكين المتعلمين من الكفايات والقدرات اللغوية المناسبة لهذه المرحلة.

ويعنينا هنا، المبادئ التي لها علاقة بالدرس اللغوي:

 

- مبدأ "الوحدات" بحيث يتجزأ برنامج كل سنة من السنوات الست إلى ثماني وحدات، يستغرق تنفيذ الواحدة منها ثلاثة أسابيع، يخصص الأسبوعين الأول والثاني لتقديم الدروس الجديدة، والأسبوع الثالث للتقويم و الدعم، وبعد تنفيذ وحدتين اثنتين، يأتي أسبوع للتقويم والدعم، يستفيد من أنشطته جميع التلاميذ، ثم أسبوع آخر للدعم الخاص، يستفيد من أنشطته اللغوية من ظلوا في حاجة إلى ذلك، أما المتمكنون، فيباشرون في هذا الأسبوع أنشطة موازية، وبذلك تم توفير الفرص الكافية لتطبيق بيداغوجيا التمكن. وهذا ينسجم مع خاصية "الكفاية قدرة ممنهجة" التي تتطلب جعل المتعلم يمارس أنشطة تطبيقية تهدف إلى التمكن الآلي من الكفاية ، باعتماد مبدإ وظيفية التعلمات.

- اعتماد مبدإ "45 دقيقة" للحصة اللغوية، في السنوات الأربع من السلك المتوسط ، حتى لا يطغى على تنفيذ الدروس السرعة، وغياب التركيز، وليستوفي الدرس جميع الوضعيات التي ستعمل على تحقيق الهدف منه، وليتأتى تطبيق مبدإ "الحصة المتحركة" الذي يفرضه التسلسل الهيكلي لحصص اللغة. ( حصة القراءة 30 د )

"- مبدأ التكامل الداخلي لبعض مكونات مادة اللغة العربية، ويأخذ هذا التكامل مستويين أساسيين

هما: مستوى البناء الهيكلي لحصص مختلف مكونات المادة عبر الأسابيع الثلاثة للوحدة،

ومستوى المجال الذي تتمحور حوله مختلف دروس الوحدة."

بالنسبة للدرس اللغوي روعي، ما أمكن، في بناء برنامجه هذا، التكامل بين حصصه ( التراكيب والصرف ) وذلك بالجمع بين العناصر التركيبية والصرفية التي تتكامل فيما بينها وتقديمها ضمن وحدة معينة ( وهذا يبرز ما أشرنا إليه، من توظيف عناصر التركيب لصيغ صرفية محددة ). إلا أن هناك بعض الاستثناءات في بعض الوحدات ( الوحدة الخامسة في السنة السادسة؛ فلا علاقة بين الحال واسم الآلة، بل التكامل يوجد بين الحال واسمي الفاعل والمفعول المقرونين بالمنادى . وما قيل هنا يمكن قوله بالنسبة للوحدة السابعة في السنة الثالثة...)

- مبدأ الاستضمار في تمرير برامج الظواهر الأسلوبية والتركيبية، والصرفية والإملائية. وذلك في السنتين الأولى والثانية؛ فمن بين الكفايات المراد تحقيقها خلال هاتين السنتين: - استضمار البنيات الأسلوبية و التركيبية والصرفية للغة العربية، في حدود مستوى المتعلم الدراسي، وعمره الزمني (أساسية) -الاستعمال الضمني للبنيات الأسلوبية والتركيبية والصرفية للنسق الفصيح، في حدود مستواه الدراسي ( نوعية ) . ولن يتم هذا إلا باعتماد مبدإ الاستضمار، لأن القواعد بطبيعتها ذات مفاهيم مجردة، وإدراك متعلم هذا السلك إدراك حسي، فهو غير مؤهل لفهم العلل النحوية لأنه قاصر عن التجريد.

- مبدأ التصريح بتلك الظواهر اللغوية، وبالقواعد الضابطة لاستعمالها في السنوات الأربع للسلك المتوسط ، لأن إدراك المتعلم/الطفل يأخذ في النمو شيئا فشيئا وتأتي قدرته على التجريد تدريجيا. لهذا جاء هذا التصريح متدرجا، حسب نمو إدراك المتعلم، من التحسيس والتلمس (السنة الثالثة) فالاكتساب ( السنة الرابعة ) إلى الترسيخ ( السنة الخامسة ) والتعميق ( السنة السادسة ) بحيث يتم إدراج نفس الظاهرة اللغوية في برنامج سنتين متواليتين أو أكثر. على أن تتم معالجة الظاهرة في كل سنة على مستوى معين، يضيق في الأولى، ويتسع تدريجيا في ما يليها:

في السنة الثالثة، يقتصر التعامل على تعرف الجملة المفيدة وتأطيرها، في صورتيها الفعلية والاسمية، وتعرف وتأطير عناصرها الأساسية، مع التمكن من استعمالها. في موازاة ذلك، يتم التعامل مع هذه العناصر باعتبارها عناصر صرفية يوظفها النظام التركيبي.

في السنة الرابعة، يتم اكتساب عناصر الجملة المفيدة المدرجة في السنة الثالثة، مضافا إليها عناصر جديدة، يتعرفها التلميذ ويميزها عن بعضها، حسب وظائفها التركيبية ومميزاتها الصرفية، ويتمكن من استعمالها رابطا إياها بالمواقف المناسبة.

في السنة الخامسة، تم إدراج الظواهر التركيبية والصرفية المعالجة في السنة السابقة مع التوسع فيها ( الحال – المصادر..) وإضافة ظواهر أخرى ( التمييز – المستثنى بإلا – اسم التفضيل ..) كي تنمو معارف المتعلم وتترسخ، فتأخذ مكانها ضمن معارفه المكتسبة، تبعا لخاصية الكفاية التالية : الكفاية قدرة متأسسة على بنية من المعارف المدمجة.

في السنة السادسة، أدرجت ضمن البرنامج أغلبية الظواهر اللغوية التي روجت في السنتين الرابعة والخامسة، مع شيء من التعمق ( التمييز – المستثنى - النعت – اسم التفضيل..) وأضيفت ظواهر أخرى ( المفعول معه – العدد والمعدود – النسب ) وتم التخلي عن أخرى (نصب المضارع والجملة المؤولة.. )

على أن اكتساب بعض الكفايات لا يكتمل بنهاية هذه السنة، فيبقى التعمق في بعض الظواهر مستمرا خلال السنوات الموالية.

استنتاج: يساعدنا تحليل البرنامج، عند التخطيط للدرس، على :

- معرفة حدود الدرس في كل سنة دراسية وعلاقة ذلك بتبلور الكفاية.

- معرفة مساهمة الدرس في هذا التبلور.

- تحديد معارف المتعلمين السابقة والآنية والمرتقبة ( الامتدادت )

الجـانب المـنهـجـي:

للتخطيط لدرس لمكون من مكونات الدرس اللغوي وتنفيذه،من أجل تنمية الكفايات المتعلقة بهذا المكون، يراعى ما يلي:

- الانطلاق من الواقع اللغوي ( النص أو الأمثلة )؛

- استحضار الكفايات الأساسية والنوعية المراد تنميتها؛

- معرفة حدود الدرس وموقعه في البرنامج؛

- حصر المعارف الضرورية، لتنشيطها من أجل تنمية الكفاية؛

- اختيار الوضعيات المناسبة لتنمية الكفاية النوعية المرتبطة بالظاهرة اللغوية المستهدفة؛

- تحديد المهام المناسبة لاكتساب المعارف الضرورية والمساعدة على تنمية القدرات الذهنية المستعملة في التعامل مع الدرس اللغوي.

- الاعتماد في تمييز العناصر التركيبية عن بعضها، على ثلاثة معايير ( قيم خلافية )، على الأقل: * الوظيفة * الصيغة الصرفية * العلامة الإعرابية . ويمكن إضافة الرتبة.

والاعتماد في تمييز العناصر الصرفية على : * الوظيفة * الصيغة الصرفية؛

- اعتماد المقاربات الديدكتيكية والبيداغوجية المناسبة لطبيعة المكون وخصائص المتعلمين؛

- اعتماد مبدإ وظيفية التعلمات في التطبيق والتقويم؛ إذ لا معنى للقواعد اللغوية المجردة إذا لم تربط بالمواقف التي تعبر عنها الظواهر اللغوية المختلفة، ولم تساهم في تنمية لغة التعبير لدى المتعلم.


google-playkhamsatmostaqltradent