إذا أردنا الحديث عن الأسباب الحقيقية التي جعلت من المغرب يفكر في
الاستغناء عن نظام الإجازة فيمكن تلخيصها في كلمة واحدة وهي
البطالة.
كما نعلم فإن الجامعة المغربية خلال السنوات التي اعتمد خلالها هذا
النظام فشلت فشلا ذريعا في إدماج عدد كبير من الخريجين وحاملي الشواهد في سوق
الشغل خاصة في التخصصات العلمية والتقنية والأدبية بفعل غياب مجموعة من الكفايات
التي من شأنها أن تؤهل الطالب الخريج لإيجاد مكان له في السوق المغربية وكذا
الدولية وأبرزها الضعف الكبير في تدريس اللغات الأجنبية، واعتماد دروس نظرية نمطية
لا تعد كونها سوى دراسات أساسية عامة في تخصص معين بالإضافة إلى غياب التكامل
والتجانس بين مختلف التخصصات حيث نجد الطالب الجامعي ليس له دراية بالتخصصات التي
لها علاقة بتخصصه الأساسي مما يجعله منغلقا لا منفتحا وبالتالي يكون مصيره المحتوم
بعد التخرج هو البطالة.
من جانب آخر يعد الباكالوريس بمثابة جواز سفر نحو جميع دول العالم فهو
دبلوم معترف به على الصعيد الدولي ولن يجد الطالب المغربي بعد الآن أي صعوبات في
إتمام مساره الجامعي في إحدى الدول الأجنبية، على المدى البعيد هذه الميزة قد تعفي
الدولة المغربية من مشقة وعناء توظيف عدد كبير من المغاربة، فمن يحالفه الحظ سيكون
بإمكانه إتمام دراسته الجامعية في بلد أجنبي ولما لا العمل والاستقرار هناك.
من بين الأسباب التي دفعت المغرب إلى تبني هذا
النظام وهي محاربة الهدر الجامعي، فمن خلال معطيات لوزارة التربية الوطنية
والتعليم العالي والتكوين المهني والبحث العلمي فإن فقط 13% ممن يلجون الجامعة
المغربية هما من يغادرونها وهم بحوزتهم شهادة، وهذا في حد ذاته رقم جد صادم وإن دل
على شيء فإنما يدل على فشل الجامعة المغربية في احتواء 87% من حاملي البكالوريا .
قد يكون أيضا اعتماد نظام الباكالوريس فرصة مهمة لجعل الجامعة
المغربية فاعلا مهما في التكوين المهني. فهذا النظام سيكون بمثابة إجازة مهنية
وليس إجازة أساسية التي كانت تصلح في الغالب إلى ولوج مهن التدريس وذلك لطابعها
النظري. اما الآن فستصبح الجامعة فاعلة بشكل كبير في تكوين أطر قوية ومؤهلة قادرة
على الإسهام والاندماج في سوق الشغل.
بقلم الأستاذ: خالد س.
ليست هناك تعليقات